مستعدون للمساعدة في تحرير صنعاء.. رسالة الرئيس الزُبيدي ترسم ملاحم استراتيجية الجنوب
"مستعدون للمساعدة في تحرير صنعاء".. رسالة شديدة العمق، بالغة الأهمية، واضحة المسار بعث بها الرئيس القائد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، أفصحت عن مسار الجنوب والاستراتيجيات التي يتبعها.
الرئيس الزبيدي قال خلال مقابلة مع قناة "سكاي نيوز عربية"، إنَّ القوات الجنوبية مستعدةٌ للمساعدة في تحرير صنعاء من مليشيا الحوثي المتحالفة مع الإخوان، مؤكّدًا في الوقت نفسه، أنّ عمليات التحرير التي تنفذها قوات العمالقة جزء من عملية عاصفة الحزم.
تصريح الرئيس الزُبيدي حمل أبعادًا عسكرية وسياسية إنسانية أيضًا، أولها أنّ الجنوب طرف أصيل في مكافحة الإرهاب الحوثي بشكل كبير، ومستعد للوصول إلى أبعد نقطة تنتشر فيها المليشيات المدعومة من إيران، وهو ما يبرهن على أنّ الجنوب طرف فاعل وناجز في إطار هذه الحرب.
إقدام الجنوب على هذه العمليات لن يكون الأمر الأول من نوعه، فعلى مدار الفترات الماضية، أظهرت القوات المسلحة الجنوبية أنّها القوة العسكرية القادرة على ردع الإرهاب الحوثي، علمًا بأنّ كل النجاحات العسكرية التي تحقّقت على مدار الفترات الماضية كانت وراءها جهود بطولية للقوات الجنوبية.
في الوقت نفسه، فإنّ استعداد الجنوب لتحرير أراضي اليمن من الإرهاب يعني أنّ الجنوب يتعامل مع مكافحة هذه الآفة الخطيرة من منطلق إنساني بحت، قوامها استئصال هذا الخطر بشكل كامل، دون النظر إلى الجهة التي ينتشر فيها أو حجم العداء الذي ينصبه أصحاب هذه الأرض للجنوب.
والحديث هنا تحديدًا عن الشرعية، فالجنوب - الطرف الفاعل في مكافحة الإرهاب - مستعد للتوجه لتحرير أراضي اليمن من الإرهاب في وقتٍ توجه فيه الشرعية عدائها ضد الجنوب، بل وتعمل على غرس بذور الإرهاب في أراضيه على صعيد واسع.
هذه السياسة تحمل بعدًا استراتيجيًّا، مفاده أن الجنوب لا ينتظر خطر الإرهاب حتى لا يصل لكنّه يتوجه إلى منبعه ومصدره لاستئصاله، وذلك بعدما أثبتت وقائع الحرب أنّه لا يمكن الثقة في الشرعية الإخوانية في محاربة الحوثيين.