أزمة صنعاء النفطية.. نجاحات الجنوب توقف عمليات التهريب وتخنق الحوثيين

الأربعاء 12 يناير 2022 16:53:34
testus -US

لا يبدو أنه من قبيل الصدفة أن تعاني محافظة صنعاء في هذه الآونة من نقص ملحوظ في المشتقات النفطية، وذلك بالنظر إلى الأوضاع التي تغيّرت في الجنوب.

المعلومات التي وردت من مناطق سيطرة الحوثيين تشير إلى توقُّف غالبية المحطات الخاصة لتوليد الكهرباء في مدينة صنعاء، على وقع أزمة خانقة في المشتقات النفطية.

وانتشرت في أنحاء المدينة الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثية المدعومة من إيران، مراكز السوق السوداء لبيع المحروقات بأسعار مضاعفة.

المعلومة يمكن أن تمر عاديًّا في ظل ظروف طبيعية، لا سيّما أنه ليس من صالح الميلشيات الحوثية أن يُستفَز غضب السكان من جرّاء تفاقم الأزمات والأعباء المعيشية على السكان، لكن الكشف عن تفاقم نقص المشتقات النفطية في صنعاء أمرٌ لا ينفصل عن تطورات يشهدها الجنوب.

فعلى الصعيد العسكري، استطاعت قوات العمالقة الجنوبية تحرير مديريات شبوة من الإرهاب الحوثي، وهذا الأمر لا يُنظر إليه باعتباره تحريرًا عسكريًّا بمفهومه التقليدي لكن الأمر يتعلق بأنّ محافظة شبوة تخطو خطوات قوية للغاية في إطار وقف تهريب النفط.

فمليشيا الشرعية الإخوانية عندما سلّمت مديريات شبوة الثلاث (بيحان والعين وعسيلان) للمليشيات الحوثية قبل أشهر، كان أحد آثار هذا الإرهاب الغاشم هو السطو على ثروات الجنوب وتحديدًا النفط، علمًا بأنّ الشرعية الإخوانية لطالما تآمرت مع المليشيات الحوثية في العمل على سرقة النفط من الجنوب والإتجار به مع المليشيات الحوثية في إطار تنسيقهما المشترك.

تطور آخر يخص نفط الجنوب يتعلق بالأوضاع في حضرموت، فالهبة الشعبية التي لا تزال قائمة هناك، والتي تضمّنت نشر نقاط شعبية لوقف جرائم سرقة النفط وتهريبه يبدو أنّه بدأ يُؤتي بثماره بشكل كبير، بالنظر إلى أنّ وقف عمليات التهريب خلال الأيام الماضية.

وشبوة وحضرموت من أكثر المناطق التي طالتها جرائم التهريب في الجنوب وتحديدًا النفط، وهو ما مكّن هذه التنظيمات من تكوين ثروات ضخمة مقابل إفقار وإذلال للمواطنين الجنوبيين على نحو مخيف، دون أن تنعكس هذه الثروات على الوضع المعيشي للمواطنين.

يعني هذا الأمر أنّ الحراك المتصاعد في الجنوب إنّ كان عسكريًّا لدحر الإرهاب الحوثي أو شعبيًّا لالتهام الاستهداف الإخواني يحقق المطلوب إنجازه بشكل كامل، وذلك بالنظر إلى حجم المكاسب التي حقّقها الجنوب على مدار الفترات الماضية.