حزم التحالف وحسمه
رأي المشهد العربي
فرض الهجوم الإرهابي الحوثي على مدينة أبوظبي الإماراتية، تغييرات جذرية على المشهد السياسي وبالأخص العسكري بما يُجهِض إرهاب هذا الفصيل.
رسالة المليشيات الحوثية لهذا العدوان الغاشم جاءت واضحة، فهي تقول إنها بصدد محاولة لبعثرة الأوراق عبر ارتكاب عمل عدائي وإرهابي ضد أهداف مدنية، سواء في الإمارات أو السعودية التي أعلنت عن تدمير بالستيات حوثية أطلقت تجاه المنطقة الجنوبية.
لم تمر الرسالة الحوثية مرور الكرام، فإذا كانت المليشيات تريد إظهار نفسها طرفًا قويًّا أو تحاول رفع الروح المعنوية لعناصرها بسبب الهزائم المتتالية التي واجهتها مؤخرًا، فقد وّجه إليها الرد الأول من منطلق "الصاع صاعين" على المليشيات.
فإذا كانت سماء أبوظبي قد أضرمت فيها نيران صهاريج البترول وتصاعدت إليها أعمدة الدخان، فالرد جاء أشد قوة، وتصاعدت النيران في قلب المواقع الحوثية في صنعاء، بعدما كثّف التحالف العربي من وتيرة العمليات العسكرية النوعية التي لا تكسر فقط شوكة المليشيات، لكن لتلقنها درسًا بأنها جرائمها العدائية التي تشكل تهديدًا لأمن المنطقة لا تمر مرور الكرام.
على الصعيد السياسي، ووفقًا للتجربة الماضية، لا يُقدِم المجتمع الدولي على أكثر من إصدار بيانات إدانة، لا يُنتظر منها أن تغير من المشهد شيئًا، بل سيُنظر إليها بأنها تدفع المليشيات الحوثية نحو التمادي أكثر في عملياتها الإرهابية.
فالمجتمع الدولي إذا كان جادًا في مواجهة الإرهاب الحوثي لكان قد أقدم على اتخاذ خطوات جادة وفاعلة للجم إرهاب هذا الفصيل المدعوم من إيران، لكن الصمت "غير المبرر" على الجرائم الحوثية منح المليشيات فرصة التمادي في صناعة الإرهاب.