الاستفتاء بعد الحرب.. الانتقالي يمضي على درب استعادة دولة الجنوب
وضع المجلس الانتقالي الجنوبي، "استعادة الدولة" غاية يصبو إليها ويتحرك من أجلها، تلبية لتطلعات الجنوبيين الذين فوّضوا المجلس لتحقيق هذا الحلم الكبير.
إنجازغاية "استعادة الدولة" تطلّب جهودًا ضخمة بذلها المجلس الانتقالي على مدار الفترات الماضية، وهو ما اصطدم بجملة من العراقيل التي وضعتها الشرعية سعيًّا لإجهاض وإفشال تحرّك الجنوب في هذا الصدد.
وبين حين وآخر، يحرص المجلس الانتقالي بقيادة الرئيس الزُبيدي على تأكيد الالتزام بالعمل على تمكين الجنوبيين من تحديد مصيرهم، المتمثل في استعادة الدولة وفك الارتباط.
الرئيس الزُبيدي أدلى اليوم الخميس، بتصريح شديد الأهمية، عندما قال إنّ تحديد طبيعة الدولة سيكون بعد انتهاء الحرب، عبر استفتاء للجنوبيين.
يحمل هذا التصريح دلالتين مهمتين، أولهما هو التزام المجلس الانتقالي أمام مواطنيه بالعمل على تحقيق حلم استعادة الدولة، وذلك من خلال مسار ديمقراطي شامل، يتيح للجنوبيين حرية التعبير عن رأيهم ومن ثم تحديد مصيرهم.
الدلالة الثانية هي التوقيت نفسه، فالرئيس الزُبيدي قال إن الاستفتاء سيكون عقب انتهاء الحرب، وهذا يعني أنّ الجنوب رتَّب أوراقه جيدًا، ووضع حسم الحرب على المليشيات الحوثية كأولوية في المرحلة الحالية.
يعكس هذا الأمر التزامًا من الجنوب بقيادة المجلس الانتقالي بالحرب على الحوثيين، وهذا ينسجم بالفعل مع خطوات عملية ينفذها الجنوب في إطار محاربة المليشيات المدعومة من إيران، وتضمنت تحقيق الكثير من الانتصارات الميدانية ضد المليشيات.
التزام الجنوب بأن يكون الاستفتاء عقب حسم الحرب يعني أن الانتقالي يدير الأمور وفقًا لآلية استراتيجية مُحكمة تُعلي من شأن تحقيق الأمن أولًا كخيار استراتيجي ومهم يحمل أهمية كبيرة قبل العمل على تحقيق إنجاز سياسي.
كما أنّ الجنوب من خلال هذا الطرح، يُجدد الشراكة التي تجمعها بالتحالف العربي، وقد أظهرت مجريات الأمور الميدانية على مدار الفترات الماضية، أنّ الجنوب الشريك الحقيقي والفاعل في إطار محاربة المليشيات الحوثية خلافًا للشرعية الإخوانية المتآمرة والمتخادمة مع الحوثيين.