فصل بن حريز.. حرو تؤمن الهبّة الحضرمية من خطر الانقسام
تمضي الهبّة الحضرمية الثانية، قدمًا نحو تنفيذ المطالب التي رفعها الجنوبيون، فيما يتعلق بحماية ثروة الجنوب النفطية، وضرورة إزاحة العناصر الإخوانية المشبوهة والمعادية للجنوب.
الهبّة تستهدف توفير حصة حضرموت من الخدمات العامة وحماية ثروتها النفطية وعدم تصدير أي منها حتى يكتفي أبناؤها ذاتيًّا، ومنح مواطني حضرموت أولوية التوظيف في القطاعين المدني والعسكري.
وفيما حققت الهبّة زخمًا كبيرًا على الصعيدين السياسي والشعبي، فإنّ أحد أهم سبل المواجهة الجادة والفاعلة يتمثّل في ضرورة محافظتها على المسار الذي تم وضعه لتحقيق هذه المطالب.
إدارة الهبّة، المتمثلة في لجنة تنفيذ مخرجات لقاء حضرموت العام "حرو"، لا تسمح بالخروج عن مسار هذا التحرك الشعبي، وقد عبّرت عن ذلك في قرار أصدرته بفصل عضو اللجنة صالح محسن بن جوفان بن حريز.
القرار ذكر أنّ "بن حريز" أصرّ خلال الفترة الماضية على إتخاذ قرارات انفرادية وكان يسعى لحرف مسار الهبة الحضرمية عن مسارها الصحيح وخروجه عن إجماع اللجنة.
لجنة "حرو" عقدت اجتماعًا مهمًا ودخلت في نقاشات مستفيضة، انتهت إلى اتخاذ قرار فصل العضو "بن حريز"، وذلك بعد نفاذ كل السبل والخيارات وعقب إرسال الوساطات من المقادمة والمناصب والمشايخ وغيرهم لاحتواء الموقف.
تطهير "الهبّة" من العناصر التي قد تعرقل مسارها أو تُحرِّف جهودها، يظل أمرًا شديد الأهمية، تفاديًّا لأي عراقيل قد تصنعها مثل هذه العناصر، ومن ثم تهديد المكاسب التي حقّقها الزخم الشعبي على مدار الفترات الماضية.
وكانت الهبة الحضرمية قد تضمنت تشكيل نقاط شعبية في عدة مناطق لوقف عمليات تهريب النفط من قبل المليشيات الإخوانية، ومن بين هذه النقاط مزرعة الردود، والهضبة حسر الواق، ووادي العين، وعقبة عصم، والريدة الشرقية، وحرو حصيصة غرب مدينة المكلا.
الزخم الكبير الذي حقّقته الهبة الحضرمية جعلها موضع استهداف من قِبل أعداء الجنوب، ومن ثم فمن الضروري حمايتها من أي انقسامات أو أي محاولات لإخراجها عن مسارها الصحيح والقويم.
كما أنّ القرار الذي اتخذته لجنة تنفيذ مخرجات لقاء حضرموت العام، يحمل أهمية كبيرة بالنظر إلى المساعي المهولة لاستهداف الهبّة من قبل أعداء الجنوب، وتحديدًا الشرعية الإخوانية التي حرّكت أذرعها الإرهابية وكتائبها الإعلامية في محاولة لتشويه الهبَّة وتحريفها عن مسارها.
محاولات تفكيك وتحريف مسار الهبّة جزءٌ من استهداف تشنه الشرعية لعدم تنفيذ أي مطالب لهذا الحراك الشعبي، ومحاولة كذلك لتفادي أي تصعيد قد تنخرط إليه الهبّة الحضرمية في الفترة المقبلة.