شبوة.. معركة تحرير الأرض واستعادة الهوية
رأي المشهد العربي
أصبحت محافظة شبوة، بعد تحريرها على يد قوات العمالقة الجنوبية نموذجًا ينشد الجنوبيون استلهامه في أي منطقة تتعرض للاستهداف من قِبل أعداء الجنوب سواء المليشيات الحوثية أو حليفتها الإخوانية.
شبوة كانت أحد أكثر المناطق التي كانت قيد الاستهداف وهذا راجع إلى أهميتها الجغرافية من جانب، وكذا حجم الثروات التي تزخر بها المحافظة وتحديدًا الثروة النفطية التي جعلت شبوة محل استهداف متواصل.
الفترة الزمنية القصيرة التي تحرّرت فيها محافظة شبوة، غرست الكثير من الآمال في قلوب الجنوبيين بأنهم قادرون على صد التحديات والتهديدات التي تحاصر القضية الجنوبية.
جسارة القوات المسلحة الجنوبية وحجم بطولاتها المتواصلة تمثّل استعادة لأجواء الانتصارات التي كانت قد دحرت المليشيات الحوثية قبل سنوات، وهو ما يُمثّل تأكيدًا بأنّ القوات الجنوبية كانت وستظل الحلقة الأكبر في إطار كبح جماح المليشيات الحوثية الإرهابية.
نموذج تحرير شبوة ليس فقط نتاج عمليات عسكرية تؤمن مستقبلًا آمنًا للمحافظة الغنية بالنفط، لكن الأمر يمثّل كذلك إنقاذًا للهوية الجنوبية التي لطالما كانت عنوانًا للاستهداف من قِبل الاحتلال اليمني، في إطار الحرب الشاملة على الجنوب.
انتصار الجنوب في إحدى أهم جولات الحرب القائمة، تلهب الحماس وتعزّز الآمال بأن واقع الجنوب غدًا لن يكون كما سبقه، وأنّ القوة العسكرية والحكمة السياسية التي يملكها الجنوب ويتحلى بها ستظل الصخرة التي تتحطم أمامها صنوف الحرب التي تُشن على الجنوب.
ولعل الخطوة الأهم في هذا الإطار والضمانة الحقيقية لتحقيق هذا الإنجاز تتمثل في حتمية أن يملك الجنوبيون قرارهم، وألا يُسمح لأحد بالتحكم في مؤسساتهم، وهذا مفاده أن الجنوب يجب أن يدير نفسه بنفسه تحت قيادة المجلس الانتقالي الذي يحمل على عاتقه ويقود مسيرة استعادة دولة الجنوب وفك الارتباط.