الهجوم الإرهابي على الإمارات.. كيف ترد واشنطن على الاستهداف الحوثي للتمركز الأمريكي؟

الثلاثاء 25 يناير 2022 16:25:32
testus -US

جَذَب بيانٌ عسكري أمريكي، اهتمامًا كبيرًا بالكشف عن وجهة الصواريخ التي أطلقتها المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران على دولة الإمارات العربية المتحدة.

القيادة المركزية الأمريكية كشفت خلال الساعات الماضية، عن اعتراض صواريخ مليشيا الحوثي الإرهابية، التي استهدفت دولة الإمارات، عبر قاعدتها في الظفرة بالتعاون مع القوات المسلحة الإماراتية.

أشارت القيادة الأمريكية كذلك إلى تأهب القوات في قاعدة الظفرة للرد على أي هجمات حوثية، وقال إنّ الجهود المشتركة منعت صواريخ الحوثي من الوصول لقاعدة الظفرة، في إشارة إلى استهداف التمركز الأمريكي.

البيان الأمريكي أشار إلى تطور مهم ولافت وقد تكون له الكثير من التداعيات، فالمليشيات الحوثية لم تكن تستهدف دولة الإمارات وحسب، لكنّها وُجهت إرهابها بشكل مباشر تجاه الولايات المتحدة.

هذا التطور الذي لم يكن قد أعلن من قبل، ربما يفسر حالة الغضب الملحوظة حاليًّا من قِبل واشنطن في هذا الأونة، فالإدارة الأمريكية دأبت على التعامل بسياسة "لينة" مع الحوثيين، لا سيّما منذ تولي الرئيس جو بايدن سدة الحكم، وقد أصدر قرارًا بإلغاء قرار كان قد اتخذه "سلفه" دونالد ترامب بتصنيف المليشيات تنظيمًا إرهابيًّا.

التغير الملحوظ في حدة الإرهاب الحوثي، يأتي على الأرجح في ظل أنّ المليشيات الحوثية ترى نفسها تتكبّد الكثير من الخسائر على الأرض، لكن توجيه استهداف مباشر للولايات المتحدة كما ورد تلميحًا في بيان القيادة المركزية، جعل واشنطن تتحسس بقوة حجم وخطورة الإرهاب الحوثي.

ولا يبدو أن الولايات، القوة الأكبر على مستوى العالم، تملك رفاهية غض الطرف عن مواجهة الإرهاب الحوثي طالما أنّها يُشكل استهدافًا مباشرًا لها، وقد تيقنت على ما يبدو أنّ إتباع سياسة التراخي عن مواجهة متكاملة وشاملة لإرهاب المليشيات سيكون مغذيًّا لإتساع رقعة هذا التطرف.

ولعلّ اللهجة الدبلوماسية التي تُعبِّر عنها الإدارة الأمريكية في بياناتها الأخيرة والتي وصلت إلى حد إعادة التفكير وبحث تصنيف المليشيات الحوثية تنظيمًا إرهابيًّا أمرٌ يحمل في طياته الكثير من الدلالات، بما يقود إلى كثير من الاحتمالات بزيادة وتيرة الضغوط على الحوثيين في الفترة المقبلة.

ما يعزِّز من ذلك هو تعاطي المليشيات الحوثية نفسها مع الوضع القائم، فهذا الفصيل يتبع سياسة الأرض المحروقة، بمعنى أنها على استعداد لحرق كل شيء إذا ما وجدت أجندتها التآمرية وسياساتها التآمرية تنهار، وهذا الأمر هو ما بدأ يحدث على الأرض بالفعل، إذ تكبّدت المليشيات خسائر ربما تكون غير مسبوقة في سرعة ووتيرة الانهيار في حد ذاته بما يمثّل ضغطًا عليها، يقودها إلى إحداث تصعيدات جنونية لرفع وتيرة الضغوط عنها.