خطوتان أمريكيتان تؤشران لمواجهة حاسمة ضد الإرهاب الحوثي

الأربعاء 26 يناير 2022 16:20:32
testus -US

تمضي التطورات المتسارعة فيما يخص التعامل الأمريكي مع الإرهاب الحوثي، نحو اتخاذ واشنطن إجراءات حاسمة ضد المليشيات المدعومة من إيران.

إعلانان أمريكيان صدرا في توقيت متزامن، يصبان كلاهما في إطار الضغط على المليشيات الحوثية، وذلك في أعقاب تكثيف عملياتها الإرهابية والعدائية السعودية والإمارات، وقد استهدفت إحدى هذه الهجمات الإرهابية قاعدة عسكرية تتمركز فيها قوات أمريكية.

فمن جانب، أكّدت وزارة الخارجية الأمريكية أنّها ستواصل وقوفها إلى جانب الإمارات والسعودية، كما ستستمر بمحاسبة قيادات المليشيات الحوثية الإرهابية.

وقال المتحدث باسم الوزارة نيد برايس في مؤتمر صحفي: "سنواصل العمل مع شركائنا في المنطقة، بما في ذلك السعودية والإمارات لمساعدتهم في الدفاع ضد الهجمات المؤسفة التي يشنها الحوثيون".

وأضاف المتحدث الأمريكي: "مستمرون في محاسبة قادة الحوثيين على هذا السلوك المستهجن، ولقد أصدرنا عقوبات على القادة الرئيسيين في الأشهر الأخيرة، وسنواصل استخدام كافة الوسائل لمحاسبتهم".

وأشار إلى أن واشنطن تدرس حاليا الرد المناسب، متابعًا: "ما سنواصل فعله، بلا شك، هو الوقوف إلى جانب الإمارات والسعودية ومحاسبة قادة الحوثيين المسؤولين عن الهجمات الإرهابية الأخيرة".

تصاعد وتيرة اللهجة الدبلوماسية الأمريكية لم تتوقف عند هذا الحد، لكن الأمر بلغ حدًا أكبر، عندما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" إنَّها قدَّمت توصيات للإدارة الأمريكية بإعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية ذات تهديد إقليمي.

وأكدت "البنتاجون"، أن المخابرات المركزية الأمريكية "cia" تؤيد تقييم البنتاغون بتصنيف الحوثيين منظمة إرهابية، وأشارت إلى أنّ اعتداءات مليشيا الحوثي تهدد المصالح الأمريكية بشكل مباشر، وأن القادة العسكريين يرون اعتداء ميليشيا الحوثي على منشآت مدنية في الإمارات عملًا إرهابيًّا.

الخطوات الأمريكية التي يُنظر إليها على محمل الجد، بأنها خطوة على طريق مجابهة الإرهاب الحوثي، جاءت في أعقاب عقْد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستين، مباحثات مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، مجالات التنسيق الدفاعي بين البلدين، بعد الهجوم الإرهابي الحوثي الذي استهدف منشآت مدنية في أبوظبي.

تعكس هذه المواقف الأمريكية تصعيدًا مباشرًا وصريحًا من قِبل الإدارة الأمريكية في لهجتها كخطوة أولى في إطار مواجهة إرهاب المليشيات الذي يبدو أنّه تجاوز كل الخطوط الحمراء، وبالتالي لا يبدو أنّ واشنطن ستترك الباب أمام هذا الفصيل ليتمادى في عملياته الإرهابية.

هذه الضغوط العسكرية تحاصر الحوثيين بين خيارات ضيقة للغاية، لا سيّما إذا ما سلكت الميلشيات مسار التمادي في عملياتها الإرهابية، وبالتالي تضع نفسها عرضة لتكثيف أمريكي صريح ومباشر في مواجهة هذا الإرهاب.

ولا يبدو أن الموقف الأمريكي الحالي يشير إلى أن واشنطن ستكتفي مثلًا بفرض عقوبات على المليشيات على أقل تقدير، لكن الأمر قد يتطور إلى سيناريوهات أشد حدة لتبعث برسالة أشد عمقًا وأكثر أهمية نجح كبح جماح إرهاب المليشيات.