مراقبة المسيرات.. الإرهاب الحوثي يغير فلسفة التعامل الأمريكي مع المليشيات
لا تزال ردود الأفعال لا سيّما الدولية، تُثار ضد الإرهاب الحوثي المسعور الذي طال الإمارات، بما يفتح الباب واسعًا أمام الخيارات التي يمكن اتخاذها في التعامل مع إرهاب المليشيات المدعومة من إيران.
المليشيات الحوثية استحضرت لنفسها كمية كبيرة من الغضب الدولي تجلّى في بيانات الإدانة شديدة اللهجة إزاء هجماتها الإرهابية التي استهدفت دولتي الإمارات والسعودية، كونها تمثل تهديدًا صريحًا ومباشرًا للأمن والاستقرار وللمصالح الدولية في المنطقة أيضًا.
لكن الموقف الأمريكي على ما يبدو يظل الأكثر حدة، وقد يكون هذا راجعًا إلى أنّ أحد الاستهدافات الحوثية الإرهابية كان موجهًا ضد تمركز لقوات أمريكية في منطقة الظفرة، وهو ما أثار غضبًا أمريكيًّا شديد الحدة.
كان من المعتاد على الإدارة الأمريكية أن تكتفي بإصدار بيانات لإدانة الإرهاب الحوثي، لكنّ الوضع الحالي يشير إلى إتباع واشنطن سياسة مغايرة تمامًا تقوم على إتباع مواجهة أكثر قوة لمجابهة إرهاب المليشيات.
فعلى الصعيد العسكري، كشف مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" أنَّ سلاح الجوّ الأمريكي التابع للقيادة الوسطى بدأ تسيير طلعات جوية لرصد تحركات مليشيا الحوثي وخططها الهادفة لإطلاق صواريخ أو طائرات مسيّرة.
المسؤول العسكري الأمريكي قال إنّ الهدف الأساسي من هذه العمليات الجوية الأمريكية، هو استباق أي تهديد حوثي وإفشاله وتحييده.
التحرك العسكري الأمريكي يأتي بعد أيام قليلة من الكشف عن أنّ إدارة الرئيس جو بايدن طلبت من وزارتي الخارجية والدفاع تقديم التوصيات والمراجعات اللازمة، لتقييم السياسة العسكرية الأميركية تجاه أزمة اليمن.
يعني ذلك بوضوح أنّ الإدارة الأمريكية غيّرت من أسلوب التعامل والتعاطي مع الإرهاب الحوثي بشكل كبير، لا سيّما أن واشنطن كانت قد طالتها الكثير من الانتقادات بعدما كانت قد تراجعت عن تصنيف المليشيات تنظيمًا إرهابيًّا مع بداية حقبة جو بايدن.
لكن الملاحظ في الموقف الأمريكي، على الأقل في أعقاب العمليات الإرهابية الأخيرة التي ارتكبتها المليشيات ضد السعودية والإمارات، تشير إلى أنّ واشنطن تيقنت إلى حجم خطورة الإرهاب الحوثي، وأن مجابهته يتوجب أن تعتمد على آليات أشد حزمًا وحسمًا.
على الصعيد السياسي، قالت وزارة الخارجية الأمريكية، إن واشنطن ملتزمة بالشراكة مع الإمارات والتعاون الأمني معها.
وصرّح متحدث وزارة الخارجية نيد برايس، في مؤتمر صحفي: "ملتزمون بالشراكة مع دولة الإمارات، وهي شريك هام في المنطقة وللولايات المتحدة"، وأكّد أن هناك تعاونًا وثيقًا مع أبو ظبي من الناحية الأمنية، لاسيما من أجل مواجهة هجمات الحوثيين القادمة من اليمن.
وتابع متحدث "الخارجية الأمريكية": "لينا أهداف ومصالح مشتركة، ونقدم للإماراتيين المساعدة اللازمة لمواجهة تلك الهجمات وإنهائها تماما".
وطبقًا لقاعدة أن تأتي متأخرًا خير من ألا تأتي، يرى محللون أن التغيرات الكبيرة والحادة في آليات التعامل الأمريكي مع الإرهاب الحوثي تحمل أهمية كبيرة كونها تمثّل جدارًا صلبًا من الضغوط التي قد تدفع نحو ردع إرهاب المليشيات بشكل كبير.