الهجوم الإرهابي على أبوظبي.. أي ثمن دفعه الحوثيون؟
مثل الهجوم الحوثي الإرهابي على العاصمة الإماراتية أبو ظبي، نقطة تحول في مسار الحرب القائمة بما يفرض تحولات كبيرة، تتضمَّن تضييقًا للخناق على المليشيات المدعومة من إيران.
التطورات العسكرية المتسارعة في الأيام القليلة الماضية جاءت معبرة بقوة، ففي أعقاب حالة من الغضب الدولي "غير المسبوق" ضد إرهاب المليشيات تصاعدت وتيرة العمليات العسكرية في الداخل بقيادة قوات العمالقة الجنوبية التي مثّلت - ولا تزال - علامة فارقة في إطار مجابهة الإرهاب الحوثي.
ففي الوقت الذي تمكّنت فيه قوات العمالقة الجنوبية من تحرير محافظة شبوة، امتد نطاق العمليات لتشمل كذلك محافظة مأرب، في إطار جهود ينخرط فيها الجنوب على صعيد واسع في دحر المليشيات المدعومة من إيران.
التحول اللافت في الأوضاع العسكرية يدفع ثمنه الحوثيون بشكل كبير، للدرجة التي تجعل المليشيات على ما يبدو نادمة على تنفيذ الهجمات الإرهابية على أبوظبي.
ولا يبدو أن المليشيات الحوثية كانت تتوقع رد الفعل المناهض لها على هذا النحو، إذ توقعت المليشيات أن الأمر سيمر كما كان سائدًا إزاء هجماتها الإرهابية ضد السعودية على مدار الفترات الماضية.
لكن التطور النوعي في العمليات التي وصلت إلى محافظة مأرب، دق ناقوس الرعب لدى المليشيات الحوثية الإرهابية، بعدما سعت لعدة أشهر لحسم جبهة مأرب للسيطرة على منابع النفط من جانب، واستغلال أهميتها الاستراتيجية كمدخل للعدوان على الجنوب.
بيد أن الاستراتيجية المباغتة التي نفّذتها قوات العمالقة الجنوبية وسرعة وتيرتها في مأرب، والتي أنجزت حتى الآن مديرية حريب، مثّل تطورًا غير مسبوق في وتيرة الحرب على المليشيات.
وتمتد العمليات العسكرية بشكل موسع ضد المليشيات الحوثية لتشمل ما بعد حريب، وذلك في عدة اتجاهات ومحاور، تقضي على أي محاولات حوثية لإعادة التوجه نحو الجنوب من جديد.
يعني ذلك أن المليشيات الحوثية ارتكبت خطئًا استراتيجيًّا بعدما وجدت نفسها محاصرة بعمليات واسعة النطاق من قبل القوات الجنوبية والتحالف العربي، ومن ثم فإن المليشيات تبدو بين خيارين إما الانتحار على أعتاب الجبهات والتوجه نحو تصعيد وتيرة الإرهاب أو رفع راية الاستسلام.
ويبدو أنّ كلا السيناريوهين سيئًا للمليشيات الحوثية، فهي إن ذهبت إلى تكثيف إرهابها ستعرض نفسها للمزيد من الاختناق السياسي والعسكري بما ينسف مشروعها التآمري.
كما أنها استسلام الحوثيين يعني أن صورة المليشيات ستكون سيئة للغاية أمام عناصرها والسكان القاطنين في مناطقها، بعدما أوهمتهم بقوتها المزعومة وقدرتها على الحسم العسكري لكن انهيارها السريع في الجبهات أعطى إشارة مغايرة تمامًا.