بـ حملات الأكاذيب.. الشرعية المنهارة عسكريًّا وسياسيًّا تحارب الجنوب نفسيًّا
لم ترد المليشيات الإخوانية على انهيارها السريع عسكريًّا وسياسيًّا أمام نجاحات الجنوب المتتالية كما يتصرف الرجال الذين يدافعون عن مبدأ أو يتشبثون بأرض، لكن مليشيا الشرعية ذهبت إلى استهداف قيادات المجلس الانتقالي بسلسلة من الأكاذيب والشائعات.
تنظيم الإخوان يملك باعًا طويلة بالعمل على نشر الأكاذيب والشائعات، في مساعٍ متواصلة لتغيير بوصلة الأحداث في اتجاهات مغايرة، وبينما تعم أجواء الفرحة في كل أرجاء الجنوب بالانتصارات التي حقّقتها قوات العمالقة الجنوبية ذهبت أبواق حزب الإصلاح لتعكير هذه الأجواء عبر حرب الشائعات.
حملات الإخوان الكاذبة تشنها أبواق إخوانية معروفة بأنها توظّف نفسها في تنفيذ مخططات التنظيم مقابل أموال يتحصلون عليها من دول داعمة لهذه الأجندة المتطرفة، وهذا الفصيل بات على قناعة كاملة بحجم الانهيارات التي تعرض لها ليس فقط على مستواه التنظيمي وحسب، لكنّ الأمر يشمل أيضًا الانهيارات التي تعرَّضت لها المليشيات الحوثية والتي مثّلت في الوقت نفسه، انتكاسات لتيار الإخوان أيضًا.
وبات واضحًا أنّ المليشيات الإخوانية تتخوف من حجم الحاضنة التي يملكها المجلس الانتقالي والتي تُوجِّت بانتصارات كبيرة عسكريًّا كما حدث في شبوة، وسياسيًّا بالنظر إلى المكاسب التي حقّقتها الهبّة الحضرمية التي ضربت الأجندة الإخوانية في مقتل، فيما يخص حماية ثروة حضرموت النفطية من النهب والسطو إلى جانب الدفع نحو إزاحة عناصر المليشيات الإخوانية المتمركزة هناك.
وتحاول الشرعية الإخوانية بشتى الطرق، العمل على شق الصف الجنوبي، الذي يقول محللون إنه العامل الرئيسي في إطار دفع مسار القضية الجنوبية لتحقيق تقدم ملحوظ سواء في المسار السياسي أو المسار العسكري.
كما أن الانتكاسات المتتالية التي تعرضت لها الشرعية الإخوانية أثارت جنونًا وانهيارًا ربما يكون غير مسبوق، دفعها إلى إتباع سياسات مشبوهة، تارة بمحاولة النيل من رجال المجلس الانتقالي وأخرى من خلال التأييد المُبطَّن للعمليات الإرهابية التي نفّذتها المليشيات الحوثية الإرهابية على السعودية والإمارات والتي تصاعدت في الآونة الأخيرة.
ولعلّ السبب الرئيسي الذي يدفع الشرعية لشن كل هذه الحملات المشبوهة ضد الجنوب هي وضعها شديد الإحراج الذي نتج عن الجهود البطولية لقوات العمالقة الجنوبية، فالقدرة على استرداد مديريات شبوة (بيحان والعين وعسيلان) من الحوثيين ثم التمدّد لتحرير أجزاء من مأرب بما يؤمن العمق الاستراتيجي للمحافظة وذلك في غضون أيام قليلة جدًا، وهو يعكس قوة عسكرية جنوبية فهو يحمل دلالة في الوقت نفسه على أنّ بقاء المليشيات الحوثية على الأرض على مدار السنوات الماضية سببه خيانات التآمر التي اتبعتها المليشيات الإخوانية التي لم تولِ أي اهتمام لمسار الحرب على المليشيات.