الإمارات تقلب الطاولة على المعسكر الحوثي الإيراني
رأي المشهد العربي
قلبت الدبلوماسية الإماراتية الطاولة على المليشيات الحوثية والنظام الإيراني باعتباره راعيًا لإرهابها، بعدما قادت حراكًا دوليًّا يدفع نحو تعزيز الضغوط على المليشيات الحوثية، بما في ذلك التوجّه نحو تصنيفها تنظيمًا إرهابيًّا.
ويبدو أنّ المليشيات الحوثية لعبت بالنار وهي توجه بوصلة إرهابها ضد دولة الإمارات، التي نجحت بدورها في إعادة الزخم الدولي المندِّد بجرائم المليشيات الحوثية، حتى أصبح أمر تصنيفها تنظيمًا إرهابيًّا قد يكون مسألة وقت.
يُقرأ من المشهد الراهن أنّ المليشيات الحوثية كثّفت من عملياتها الإرهابية في أعقاب انتكاساتها في شبوة ومأرب، وكان ذلك رسالة مباشرة من إيران بأنّها لن تسكت على قطع ذراعها الحوثية الإرهابية.
لكن المواقف الدولية الداعمة لدولة الإمارات قلبت السحر الحوثي الإيراني على المليشيات نفسها، لا سيّما إلى ارتقى حجم الغضب الدولي إلى سلسلة من الضغوط العسكرية على المليشيات الإرهابية، وهو أمرٌ زادت ترجيحاته بالنظر إلى الموقف الأمريكي.
فبشكل واضح وصريح، أعلنت الإدارة الأمريكية أنها تنسّق بشكل يومي مع الإمارات لمواجهة التهديدات القائمة كما صرّح الرئيس الأمريكي جو بايدن قبل ساعات، ما يعني أنّ الغضب الدولي من إرهاب المليشيات هذه المرة لا يقتصر على مجرد بيانات كما كان مسبقًا، لكن الأمر يقترب من اتخاذ إجراءات فعلية تكبح جماح إرهاب المليشيات.
الضغط الدولي الذي لن يطال المليشيات الحوثية وحدها لكنه سيشمل كذلك إيران، ربما يدفع هذا المعسكر الإرهابي لإعادة تقييم الأوضاع من جديد، ليكون ذلك الخطوة الأولى التي تدفع نحو تلجيم المليشيات، ومن ثم القضاء على مشروعها وأجندتها المتطرفة، وهو ما يمثّل لبنة أولى على طريق تحقيق الاستقرار.