تطهير الشرعية من السرطان الإخواني.. ضرورة ملحة لتحرير مأرب

الأربعاء 2 فبراير 2022 00:48:28
testus -US

أحيت الانتصارات التي حقّقتها قوات العمالقة الجنوبية في مأرب، الكثير من الآمال بتحرير كامل للمحافظة التي سعت المليشيات الحوثية للسيطرة عليها منذ عدة أشهر للاستحواذ على منابع النفط بها وكذا استغلالها أهميتها الجغرافية.

انتصارات قوات العمالقة التي تمثّلت في تحرير مناطق حريب والجوبة في مأرب، أعقبت نجاح القوات الجنوبية في استعادة مديريات شبوة الثلاث (بيحان والعين وعسيلان) التي سلّمتها الشرعية للمليشيات الحوثية المدعومة من إيران.

وقد جاء تمدّد قوات العمالقة لتحرير أجزاء من مأرب مرتبطًا في المقام الأول بعمل استراتيجي محكم لصون أمن محافظة شبوة، وضمان عدم تكرار التهديدات الحوثية ضدها من جديد، وهو تكتيك عسكري محكم باغت الشرعية والحوثيين على حد سواء.

العمليات العسكرية التي دحرت الحوثيين في حريب والجوبة على وجه التحديد جعلت الأنظار تتجه نحو مأرب بشكل عام، وهي حربٌ لا يمكن أن تتم إلا من خلال عمليات عسكرية لا يخوضها الجنوب وحده.

فالتجربة التي تم التعلم منها على مدار السنوات الماضية أنّ الجنوب الذي بذل كل الجهود الممكنة مع التحالف العربي لتحرير اليمن من قبضة المليشيات الحوثية طُعن من الخلف من قبل الشرعية الإخوانية التي تقوم أجندتها على معاداة الجنوب وحسب دون أن تولي أي اهتمام للحرب على المليشيات الحوثية.

يُستخلص من ذلك، أن أي عملية عسكرية لتحرير مأرب تظل مشروطة بتطهير شامل وكامل للشرعية من النفوذ الإخواني المتخادم مع المليشيات الحوثية، وذلك حتى لا يُستنزف الجنوب في معركة يخوضها بينما تكون أراضيه عرضة لاستهداف خبيث من قِبل المليشيات الإخوانية.

وأطلق الكثير من النشطاء حملة موسعة للمطالبة بتطهير الشرعية مما أسموه "السرطان الإخواني"، تعبيرًا عن إدانة واضحة وصريحة لمليشيا الشرعية بأن تخادمها مع المليشيات الحوثية يظل دافعًا رئيسيًّا زيادة الحضور الحوثي ومن ثم تهديد الأمن والاستقرار بشكل كبير.

الجانب المهم في هذا الإطار هو أن عملية التطهير يجب أن تشمل الصف الإخواني الأول، والحديث هنا تحديدًا عن قيادات الشرعية التي تتحكم في مفاصل اتخاذ القرار وتحديد بوصلة توجهات الشرعية، وهي عناصر لطالما عرفت بأنّ انتماءاتها تكون للنفوذ والأموال وليس الصالح العام، ومن ثم فإنّ قيادات الصف الأول وفي مقدمتهم الإرهابي علي محسن الأحمر يُشكلون خطرًا محدقًا إذا تُركوا يتحكمون في تسيير المشهدين السياسي والعسكري نظرًا لعلاقاتهم المتقاطعة مع المليشيات الحوثية.