الحوثي والإخوان والكابوس الكبير

الأربعاء 2 فبراير 2022 17:59:11
testus -US

رأي المشهد العربي

تعيش المليشيات الحوثية، وحليفتها الإخوانية، أسوأ أيامهما السياسية والعسكرية بالنظر إلى حجم الخسائر التي تنهال على كل منهما، بشكل غير مسبوق، على إثر النجاحات التي حقّقتها قوات العمالقة الجنوبية.

الخسائر الحوثية الإخوانية يجمعها قاسم مشترك وهو الغرور العسكري، فالمليشيات الإخوانية توهّمت قدرتها على استهداف الجنوب، فعملت على تسليم مديريات شبوة (بيحان والعين وعسيلان) للمليشيات الحوثية، وكان نتاج ذلك تحرك عسكري جنوبي حازم وحاسم استعاد المديريات الثلاث بل وتمدّد صوب مأرب.

أوهام أخرى عاشتها المليشيات الحوثية بدأت أولًا عبر استهدافها للجنوب، ومن ثم توجيه بوصلة إرهابها تجاه دولة الإمارات العربية المتحدة، فواجهت ضغطًا عسكريًّا استأصل قدراتها المسلحة وضغطًا سياسيًّا حاصرها دوليًّا.

الإرهاب الحوثي والإخواني ستدفع ثمنه كلا المليشيات، ما يقودهما إلى الاحتضار، سواء من خلال القدرات العسكرية الجنوبية التي رسختها وبرهنت عليها قوات العمالقة الجنوبية في محافظة شبوة، وكذا قوة الردع الإماراتية في صد الإرهاب الحوثي، والتي قوبلت بإشادة دولية كبيرة.

على الأرض، لن تخطو الأجندة الحوثية والإخوانية خطوة جديدة، وسيظل التوجه نحو إشعال الإرهاب على هذا النحو أمرًا غير مجد أو مؤثر، لا سيّما أن كلا المليشيات فشلت في مساعيها في إطار الحرب الدعائية التي حاولت المليشيات إطلاقها على مدار الفترات الماضية للظهور بمشهد قوي أمام أنصار كل منهما.

الإرهاب الحوثي - الإخواني سببه قناعة كل منهما أنّ دولة الإمارات هي التي صنعت الفارق بشكل كبير في إطار دحر الأجندة الإرهابية والمتطرفة لكل منهما، وهذه الضربات كانت سياسية وعسكرية على حد سواء.

فإذا كانت المليشيات الحوثية توجه إرهابها المسلح ضد دولة الإمارات، فإن الشرعية هي الأخرى توجه إرهابها السياسي ضد الإمارات أيضًا، بيد أنّ كلًا من المليشيات تدفع الثمن باهظًا على هذا الإرهاب الغاشم، حتى كثرت الآمال بأن تقترب لحظة الخلاص من مليشيات الحوثي والإخوان.