جيش الشرعية.. متآمر في الميدان ووطني على شاشات الإخوان
يومًا بعد يوم، تترسخ حقيقة أن التعويل على قوات الشرعية في حرب تُشن على المليشيات الحوثية الإرهابية أمرٌ غير منطقي بالنظر إلى الممارسات التآمرية التي تتبعها الشرعية والتي أظهرت من خلالها حجم تقاربها مع الحوثيين.
فمنذ اليوم الأول لاندلاع الحرب الحوثية، اتبعت الشرعية مسار التآمر، بدءًا من سحب عناصرها من أمام تغول المليشيات المدعومة من إيران، وتسليمها الكثير من المناطق والمديريات في أنحاء خغرافية شتى، ومن ثم توجيه بوصلة العداء على الجنوب لضرب أمنه واستنزاف ثرواته وتهديد مسار قضيته.
ممارسات التآمر في جيش الشرعية التي ينسج خيوطها الإرهابي المدعو علي محسن الأحمر، جعلت من هذا المكون فصيل لا يعتمد عليه بأي حال من الأحوال في مسار الحرب على الحوثيين، بل إن الأمر يتضمن خطرًا أكبر من ذلك، فالتخادم مع مليشيات الحوثي حوَّل جيش الشرعية إلى مصدر خطورة.
ومع اتضاح أمر هذه الحقيقة، تعمل الشرعية الإخوانية بين حين وآخر على تحسين سمعة هذا الجيش، عبر حملات بروباجندا تنظمها بين حين وآخر، في محاولة للإدعاء بأن جيشها يحارب المليشيات الحوثية وتزعم وتهذي بأنه يحقق انتصارات على المليشيات.
يحدث هذا الأمر في هذه الأيام، إذ تحولت المنصات الإعلامية التابعة لتنظيم الإخوان سواء محليًّا أو إقليميًّا إلى شبكات مروجة لهذه المزاعم، وهو أمرٌ يأتي في وقت تعاني فيه الشرعية في الأساس من اختناق شديد، بعد انكشاف أمر تآمرها وتنيسقها مع المليشيات الحوثية وعدائها للجنوب والتحالف العربي.
ولوحظ على مدارالساعات الماضية، إتباع الإعلام الإخواني سياسة تلميع صورة قوات الشرعية، في محاولة لإظهارها على أنها بمثابة الجيش الوطني، وذلك في ظل قناعة إخوانية بأنها باتت منزوية بشكل كبير، لا سيّما بعد افتضاح خياناتها المتواصلة.
وجاءت التحركات العسكرية الأخيرة، في إطار تلجيم المليشيات الحوثية وكبح جماح إرهابها، لتظهر وتؤكد أن الشرعية أصبحت بشكل كبير خارج اللعبة عسكريًّا، لا سيّما أن ترك المجال أمامها لتتحكم في المسارات العسكرية ينصب في خدمة المليشيات الحوثية الإرهابية.
يفسر ذلك سبب تصاعد وتيرة حملات التلميع التي ينظمها إعلام الإخوان، الذي عاد بعضه يردد عبارات الشراكة مع التحالف العربي، في محاولة لتغيير الصورة التي أصبحت راسخة عن الشرعية والتي باتت توصف بأنها معادية للتحالف على مدار الوقت.