حضرموت تلفظ المليشيات الإخوانية.. ماذا بعد المليونية؟

الأحد 13 فبراير 2022 04:02:55
testus -US

لم تمنع عمليات القمع التي شنّتها مليشيا الشرعية الإخوانية، أبناء وادي حضرموت من تشكيل ملحمة نضال جديدة، مثّلت انتفاضة قوية في وجه المليشيات الإخوانية دفعًا نحو إخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى.

ففي نهاية يوم حافل بالزخم الثوري، جاءت مطالب الجنوبيين على قدر الحدث، وتمحورت حول إخراج عناصر المنطقة العسكرية الأولى من حضرموت وإزاحة الفاسدين، وأن تتولى النخبة الحضرمية مسؤولية مهام الأمن بأنحاء حضرموت كافة، وأن يدعم التحالف العربي الجنود المستجدين في معسكرات الهبة الحضرمية، وإزاحة القوى الإخوانية عن معسكر الوديعة.

كما شملت المطالب، نقل مكاتب شركات النفط من صنعاء إلى مدينة المكلا في حضرموت، وفتح مكاتب فرعية لها في مناطق الإنتاج النفطي بحضرموت، بالإضافة إلى دفع مرتبات الموظفين المدنيين والعسكريين في الجنوب بانتظام.

مطالب مليونية سيئون لخصت تطلعات الشعب الجنوبي في وادي حضرموت، وجاءت لتبرهن على حجم الوعي الذي يتحلى به المواطنون في إطار مجابهة التهديدات الوجودية التي يتعرض لها الجنوب وبخاصة محافظة حضرموت نظرًا لثروتها النفطية الكبيرة التي وضعتها الشرعية على طاولة الاستهداف.

يُجمع محللون أن الشعب الجنوبي دائمًا ما يكون عند الموعد، ويثبت أنّ الطرف الأصعب في معادلة استعادة الدولة، وقد تحدّى في سيئون القمع رسائل القمع الإخوانية، كما كان المشهد في الفعاليات السابقة التي احتشد فيها الجنوبيون دفاعًا عن الجنوب وقضية استعادة دولته.

الحراك الشعبي الجارف في سيئون يهيئ فرصة مواتية بقوة من أجل، إزاحة المليشيات الإخوانية من وادي حضرموت، لا سيّما بعدما قال الحضرميون كلمتهم في هذا الصدد، وأجهضوا محاولة إخوانية مشبوهة استخدمت سلاح القمع لعرقلة احتشاد أبناء حضرموت.

وبعد جرائم القمع الإخوانية التي وثّقتها مقاطع فيديو التُقطت من الفعاليات وأظهرت اعتداءات مروعة وبشعة ارتكبتها مليشيا الشرعية، فقد بات الخيار الوحيد لوقف الانفجار الكبير في حضرموت هو إزاحة المليشيات الإخوانية التي تنتشر في المنطقة العسكرية الأولى، التي تؤوي عناصر إرهابية تابعة للشرعية.

وبالتالي فإنّ ترك هذه العناصر الإرهابية في حضرموت سيكون سببًا رئيسيًّا في تفاقم الإرهاب، ومن ثم فإنّ المرحلة المقبلة تتطلب استغلال الحراك الشعبي في سيئون ليدفع نحو تسريع وتيرة الضغط نحو تحقيق هذا الهدف.

على الصعيد السياسي، فإنّ مليونية سيئون تضمنت تأكيدًا حضرميًّا جديدًا، على أن حضرموت بأكملها جزء لا يتجزأ من الجنوب، وهو ما أجهض أيضًا حملات مشبوهة أثارت عناصر حرّكها حزب الإصلاح لبعثرة الأوراق في حضرموت وإثارة أطروحات سياسية تعادي الجنوب وقضيته العادلة المتمثلة في استعادة الدولة وفك الارتباط.