الشرعية.. محاربة الجنوب من كل حدب وصوب

الاثنين 14 فبراير 2022 18:01:00
testus -US

رأي المشهد العربي

تُظهر ممارسات الشرعية الإخوانية قدرًا كبيرًا من العداء الذي توجهه للجنوب شعبًا وقيادة وجيشًا وأمنًا، وهي ممارسات تصب جميعها في إطار مساعي قوى صنعاء للنيل من القضية الجنوبية بشكل كامل.

الشرعية تشن على الجنوب حربًا كاملة، فهي من جانب تعمل على تغذية معاناة المواطنين عبر حرمانهم من الخدمات، وتعمل في الوقت نفسه على تسليم مديريات الجنوب للحوثيين وتعزف عن مقاتلة المليشيات في الجبهات، وصولًا إلى ابتزاز وترهيب قوات الأمن في الجنوب وتخييرهم بين الفصل أو محاربة الجنوبيين، وهو تهديد دخل حيز التنفيذ بالفعل فيما يخص واقعة فصل العشرات من منتسبي قوات الأمن الخاصة عدن - أبين لرفضهم مواجهة أقرانهم في شقرة.

إقدام مليشيا الشرعية على هذه الخطوة حمل دلالات جديدة على أن المعسكر الإخواني يسعى لاستنزاف الجنوبيين سياسيًّا وأمنيًّا، في مسعى مشبوه للانقضاض على الجنوب وقضيته عملًا على عرقلة تحركات المواطنين نحو استعادة الدولة، إذ تعتمد الخطة الإخوانية ضرب الجسد الجنوبي أمنيًّا، بالتزامن مع حرب سياسية وخدمية كذلك.

الحرب الشاملة التي تشنها الشرعية ضد الجنوب تعني أن هذا المعسكر يظل جزءًا من المشكلة ولن يكون أبدًا جزءًا من الحل، وهذا معناه حتمية استئصال نفوذ حزب الإصلاح الإخواني وتحديدًا الإرهابي المدعو علي محسن الأحمر، الذي سيظل وجوده سببًا في توجيه دفة الحرب تجاه الاعتداء على الجنوب.

وجاءت مليونية سيئون الأخيرة لتُظهر حجم الرفض الشعبي الجنوبي لوجود المليشيات الإخوانية واحتلالها لمفاصل الجنوب، وأن إزاحتها ومن ثم الضغط عليها للتوجه لجبهات القتال ضد المليشيات الحوثية بات أمرًا شديد الإلحاح ولا يمكن تأخره بأي حالٍ من الأحوال.

توجيه بوصلة العداء ضد الجنوب والعزوف عن مواجهة الحوثيين يعنيان بشكل واضح أن الحرب ليس من المتوقع نهايتها في ظل استمرار نفوذ حزب الإصلاح على الأرض، ولعلّ هذا الأمر ما دفع كثيرين للمطالبة بإيجاد مكون سياسي وعسكري في الشمال يعتمد على الكفاءات بشكل جدي، ويكون هدفه الرئيسي والمباشر هو القضاء على العدوان الحوثي الذي يحظى بتخادم من مليشيا الشرعية.

في الوقت نفسه، فإن خطوة رئيسية في إطار كبح الإرهاب الإخواني تتمثّل في تحرير الجنوب من أي وجود إخواني لا سيما على الصعيد العسكري، ليبدأ الجنوب مرحلة جديدة في تاريخه، يكون قوامها الأمن والاستقرار أولًا بما يُشكل ركيزة قوية ورئيسية وأساسية نحو تمكين الجنوبيين من استعادة دولتهم.