الجنوب قضية وطنية وليست سياسية

الخميس 17 فبراير 2022 18:02:04
testus -US

رأي المشهد العربي

يقود المجلس الانتقالي الجنوبي مرحلة مفصلية من تاريخ الجنوب، وسط تحديات عميقة تتضمّن تعقيدات زرعها أعداء الجنوب للحيلولة دون تمكّن الجنوبيين من التحرك نحو استعادة دولتهم.

أحد التحديات القائمة يتمثّل في كيفية التعامل مع طبيعة القضية الجنوبية في حد ذاتها، وهنا لوحظ أنّ البعض يتعامل من منطلق كونها قضية سياسية وذلك على غير الحقيقة، فالجنوب هو قضية وطنية متكاملة.

اللعب على وتر دفع الأمور نحو اعتبار قضية الجنوب "سياسية"، هو محاولة لتقليل سقف طموحات وتطلعات الشعب الجنوبي، ليقتصر الأمر على مجرد قرارات تُعرض على الجنوب، بعيدة كل البعد عن مسار الجنوب نحو استعادة الدولة.

وكثيرًا ما حرص المجلس الانتقالي على توجيه رسائل توضيحية في هذا الجانب، إذ يحرص في كل اللقاءات السياسية أو الاجتماعات الدبلوماسية أو الفعاليات الجماهيرية على أنّه يحمل لواء مطالب الجنوبيين من منطلق قضيتهم الوطنية دفعًا نحو استعادة الدولة مهما زاد حجم التحديات التي يتعرض لها الجنوب.

رسائل المجلس الانتقالي ليست موجهة لشعبه وحسب، لكن موجهة للأطراف الأخرى، وتحديدًا الشرعية الإخوانية التي تدفع بعناصر تابعة لها، تحاول ضرب مسار القضية الجنوبية سياسيًّا، في محاولة لتحريف بوصلة الجنوبيين نحو تحقيق الهدف الأسمى المتمثل في استعادة الدولة وفك الارتباط.

ترسيخ هذه القناعة والقيمة الجنوبية الراسخة في التعامل مع القضية من منطلق وطني، يفوّت الفرصة عن أي مساعٍ إخوانية لإضاعة أي وقت عن تتويج القضية الجنوبية بالمزيد من المكاسب والانتصارات في الفترة المقبلة.