تداعيات حرب أوكرانيا تطرق أبواب اليمن

السبت 26 فبراير 2022 04:04:56
testus -US

مع بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، توجهت الأنظار إلى مدى التأثيرات التي يمكن أن تطال مناطق أخرى، لا سيّما إذا كانت منهارة أمنيًّا ومعيشيًّا وخدميًّا مثل الحالة اليمنية.

ومنذ الساعات الأولى للعملية التي انطلقت فجر الخميس، بدأت التبعات الاقتصادية تبدو جلية، إذ ارتفع سعر النفط ليتجاوز 100 دولار للبرميل، مع تسجيل أسعار القمح الأوروبية مستوى قياسيًا وسط توقعات بانخفاض الإمدادات وخصوصا أن أوكرانيا وروسيا من أكبر منتجي القمح في العالم.

وضع مرتبك كهذا من المنطقي أن تكون له تأثيرات على مناطق عديدة، ففي هذا الإطار حذّر برنامج الأغذية العالمي من أنّ الحرب في أوكرانيا ستؤدي على الأرجح إلى زيادة أسعار الوقود والغذاء في اليمن، ما قد يدفع المزيد من السكان إلى المجاعة مع تراجع تمويل المساعدات.

البرنامج قال في بيان: "يؤدي تصعيد الصراع في أوكرانيا إلى زيادة أسعار الوقود والغذاء وخاصة الحبوب في اليمن الذي يعتمد بشكل شبه كامل على الاستيراد".

وأوضح في بيان له: "تضاعفت أسعار المواد الغذائية في معظم أنحاء اليمن خلال العام الماضي، مما جعل أكثر من نصف البلاد في حاجة إلى مساعدات غذائية. سيؤدي ارتفاع أسعار المواد الغذائية إلى دفع المزيد من الناس إلى الحلقة المفرغة المتمثلة في الجوع والاعتماد على المساعدة الإنسانية".

برنامج الأغذية العالمي كان قد اضطر مؤخرًا، إلى خفض الحصص الغذائية لثمانية ملايين شخص، علمًا بأنه كان قد حذّر مرارًا من نضوب الأموال في وقت أحدثت الحرب الراهنة أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وهناك حاجة إلى تمويل بقيمة حوالي 800 مليون دولار في الأشهر الستة المقبلة لتقديم المساعدة الكاملة إلى 13 مليون شخص.

هذا النقص في التمويل يهدد المساعدات لخمسة ملايين شخص "على شفا المجاعة"، بينما يعاني ثمانية ملايين من نقص الإمدادات الغذائية وهم يحصلون على نصف حصصهم الغذائية المعتادة.

وفيما تأتي الضربة هذه المرة من تصعيد دولي بعيدًا عن جبهات القتال في اليمن، إلا أنّ التؤزم الفظيع الراهن في الأوضاع المعيشية يتحمل سببه بشكل مباشر كل من المليشيات الحوثية التي تشعل حربًا عبثية منذ نحو ثماني سنوات تخلّلتها صناعة للأزمات الإنسانية المدمرة التي زجت بملايين السكان في أتون معاناة معيشية قاتمة.

وإذا كانت المليشيات الحوثية تنفّذ مشروعًا تخريبيًّا لصالح الأجندة الإيرانية، فإنّ الشرعية الإخوانية لم تكن بحالة مغايرة، إذ وضعت البقاء في سلطتها وضرب القضية الجنوبية أولوية قصوى، بما قادها إلى الانخراط في تحالف مشبوه مع المليشيات الحوثية في سيناريو معادٍ للجنوب وللتحالف العربي أيضًا.

وعرقلة الشرعية الإخوانية حسم الحرب من زمن بعيد، وسلمت الكثير من المواقع والجبهات لصالح المليشيات الحوثية بما مكّن الأخيرة من البقاء حتى الآن على الأرض، بينما كان بالإمكان دحرها لولا السيطرة الإخوانية على معسكر الشرعية سياسيًّا وبالأخص عسكريًّا.