المواجهة الحضرمية لوقف جرائم الشرعية تمضي نحو أطر تصعيدية
فيما يعاني مواطنو وادي حضرموت من أوضاع معيشية قاتمة من جرّاء الحرب الشاملة التي تشنها الشرعية ضد الجنوبيين هناك، فإنّ دافعًا رئيسيًّا يقود معسكر الإخوان لإثارة كل هذه الأعباء هو العمل على نهب الثروات التي تزخر بها المحافظة.
ويأتي نفط حضرموت في مقدمة الأسباب التي قادت الشرعية إلى إشعال حربها على الجنوب وتكثيفها نحو أبعاد ربما تكون غير مسبوقة، إذ تتكتم الشرعية على أوجه إنفاق ثروات حضرموت التي تذهب إلى حسابات قيادات الإخوان.
حسن بن سعيد الجابري رئيس لجنة تنفيذ مخرجات لقاء حضرموت العام "حرو"، طالب الحكومة، بإعداد كشف تفصيلي لأوجه إنفاق ثروات حضرموت، وذلك خلال اللقاء المرتقب الذي سيعقد بين وفد اللجنة والحكومة خلال أيام، متعهدا بعدم استمرار نهب موارد المحافظة.
تصريح الجابري جاء في كلمته خلال اللقاء التشاوري الذي عُقد اليوم السبت، حيث عبّر عن رفضه لمحاولات الحكومة محاسبة أبناء حضرموت على النسبة الممنوحة لها من الموارد النفطية، مؤكدا أن دور الحكومة الإجابة عن آليات إنفاق موارد المحافظة طيلة السنوات الماضية.
وقال إن جميع أبناء حضرموت يرفضون نهب ثرواتها ومواردها، وتابع: "من منطلق مسوؤليتنا نواصل جهودنا لانتزاع كافة الحقوق".
في السياق، قال بيانٌ صادر عن اللجنة الإعلامية للجنة حرو، إنّ النقاط الشعبية (التي تحمي نفط حضرموت من السطو الإخواني) منذُ لحظة إنشائها وهي تقف خلف قيادة الهبة، سعيًّا بكل قوة واستبسال لانتزاع الحقوق الحضرمية التي حُرم منها أبناء المحافظة.
البيان تابع: "مسؤوليتنا تجاه حضرموت تتطلب منا الفعل وليس الحديث وأن نضع أيدينا إلى أيدي بعضنا لأجل حضرموت لاغيرها، نؤكد لكم بأننا في النقاط الشعبية كشفنا ماكان يغفله أبناء حضرموت من نهب وفساد من مسؤولي ومتنفذي الدولة التي لايهمها سواء محاربة المواطن ونهب ثرواته، وإننا سنقف شوكة في حلوقهم حتى النصر وتحقيق مطالب الهبة الحضرمية".
خطوة المساءلة التي تُقدم عليها "لجنة حرو" في باكورة تحركات جنوبية يبدو أنها ستكون متصاعدة في إطار العمل على وقف النهب المتواصل من قِبل المليشيات الإخوانية لثروات الجنوب، وما أحدثه ذلك من أعباء معيشية متفاقمة على السكان.
ومن اللافت أنّ خطوة المساءلة التي ستكون عنوانًا للفترة القليلة المقبلة تأتي مصحوبة بإصرار جنوبي على حماية نفط حضرموت من السطو، في مواجهة مؤامرة إخوانية يبدو أنها تمضي في إطار تصعيدي.
يُستدل على ذلك بالخطوات الأخيرة التي اتخذها المدعو إبراهيم حيدان الذي استقّدم آلاف العناصر من محافظات اليمن، لتجنيدهم في حضرموت بعد منحهم هوية جنوبية مزيفة، لتوظيفهم في خدمة المصالح الإخوانية التي تشمل سطوًا على ثروات الجنوب وكذا عملًا على صناعة فوضى أمنية قاتمة.