خبيرعسكري : معركة الحـديدة محسومة عسكرياً
قال الخبير العسكري العقيد عبد الباسط البحر: إن هناك دوراً فاعلاً للتحالف العربي لإسناد الشرعية، والقوات المسلّحة الإماراتية، في معركة تحرير الحديدة والساحل بشكل عام لا ينكره إلا جاحد، مؤكداً أن المعركة محسومة عسكرياً، والمسألة مجرد وقت واقتصاد في الآثار الجانبية.وقال البحر إن الدعم الإماراتي تجلى من خلال الدعم والإسناد الجوي والبحري لتقدم القوات، وكذلك الدعم اللوجستي للقوات على الأرض، المتمثل بالإمداد بالسلاح والذخائر والتغذية والمال والإخلاء والإيواء والتطبيب..إلخ، والمشاركة بقوات ضمن القوات المشتركة التي تخوض المعارك على الأرض هناك.
وأكد أن الإمارات تقود قوات التحالف المشتركة، وتقدم جرحى وشهداء اختلط دمهم بدم أشقائهم في الجيش الوطني دفاعاً عن اليمن، مشدداً على أن هذا سيبقى ديناً في رقاب اليمنيين لا يمكن أن ينسوه للأشقاء الإماراتيين والتحالف بشكل عام.وأشار إلى أن الميليشيا الحوثية تستميت في الحديدة، ولكن المعركة محسومة عسكرياً، والمسألة مجرد وقت واقتصاد في الآثار الجانبية لها فقط لا غير. وأشار البحر في لقاء مع «البيان» إلى بعض ملامح الخطة العسكرية لمعركة الحديدة، وإلى أبرز المواقع العسكرية والاقتصادية والسياسية التي سيتم تحريرها. وأشاد البحر بالدور الفاعل للتحالف العربي لإسناد الشرعية، وبالدور الفاعل للقوات المسلّحة الإماراتية، الذي لا ينكره إلا جاحد.
معركة مصيريةوقال البحر إن الحوثيين يستميتون للدفاع عن الحديدة كونها المعركة المصيرية لهم، التي سيكون لها ما بعدها من تداعيات، لأنها تمثل لهم الشريان المادي والعسكري، إضافة إلى أنها تدر عليهم مليارات الريالات شهرياً لدعم مجهودهم الحربي، مؤكداً أن الحديدة هي المتنفس لهم والحبل السري الذي يمدّهم بالسلاح والعتاد وتهريب كل أنواع الممنوعات، والمتاجرة بالإغاثات في السوق السوداء، واستخدامها محطة لإطلاق الصواريخ والقوارب المفخخة والألغام البحرية، وابتزاز العالم بها من خلال التهديد باستهداف الملاحة الدولية، مؤكداً أن السيطرة عليها ستجعلهم محصورين في الجبال وفي زوايا صعبة وضيقة يسهل التعامل معهم من خلال السيطرة على المنافذ والمداخل والممرات والطرقات، وتشجيع القيام بعمليات نوعية ضدهم حتى رضوخهم النهائي وإنهاء الانقلاب، فالسيطرة على الحديدة مسمار في نعش الانقلاب، ويجعلهم بعيدين عن العالم وعن الإمداد، وستعجل بنهايتهم في بقية المحافظات، واستعجال النتائج لا يخدم العمليات الجارية.خطة عسكريةوحول الخطة العسكرية لتحرير محافظة الحديدة، قال البحر: القيادة العسكرية هناك تركز على عدة أمور، من أهمها التقيد بالخطة المزمنة والأهداف والأغراض المحددة، وسلامة المدنيين، وسلامة القوات المشاركة، وعدم الاستجابة للضغوط، ومنها الإعلامية، واستخدام تكتيكات عسكرية أقل كلفة من قتال الشوارع وحرب المدن، مثل عمليات الالتفافات والحصار وقطع خطوط الإمداد، والسيطرة على طرق المواصلات، واستخدام الأسلحة الذكية والموجهة في استهداف العدو تحصيناته، وكذا استخدام الكثافة النارية لتحطيم معنويات العدو والتسريع بانهياره. والمناورة الواسعة بالقوات «تشمل المناورة بالعناصر القتالية والأسلحة والمعدات والمناورة بالنيران»، مع الدفع بفرق مدربة على عملية الاختراقات والاقتحامات.
كما أن هناك تركيزاً على أهداف مهمة بمدينة الحديدة، منها المطار المدني والعسكري «الميناء الجوي»، ومعسكر الدفاع الجوي في الجبانة، والاتجاه نحو القاعدة البحرية بالكثيب والميناء البحري.أهدافوقال البحر إن القتال في المدن يعني الاستيلاء على أهم الأغراض العسكرية والاقتصادية والسياسية والمعنوية والسيادية، وهي في الحديدة تتمثل بالميناء الجوي «المطار» جنوب الحديدة، والميناء البحري والقاعدة البحرية «شمال الحديدة»، ومبنى المحافظة وسط المدينة، والميادين كميدان التحرير وميدان القلعة وميدان حديقة التعاون.
واعتبر أن معركة الحديدة محسومة عسكرياً، وأنها مسألة وقت واقتصاد في الآثار الجانبية فقط لا غير، معرباً عن توقعاته بأن تنتهي المعركة في غضون أسبوع، وأن تكون سريعة وحاسمة، مشيراً إلى أن حسمها هو الطريق الوحيد لإجبار الميليشيات على العودة للحل السياسي، والدفع باتجاه استكمال تحرير باقي المحافظات.