حفلة القاهرة.. الشرعية تشدو بفسادها
"نغم يمني على ضفاف النيل".. لم يكن مجرد عنوان لحفل نظّمته ما تسمى بالشرعية في دار الأوبرا المصرية، لكنه كان شاهدًا على فساد جديد مارسه نظام المؤقت المدعو عبد ربه منصور هادي.
الحفل نظّمته وزارة الإعلام التي يقودها المدعو معمر الإرياني الذي يُوصف بأنه أحد أكثر عناصر نظام هادي خطورة نظرًا لدوره المشبوه الذي ينفذه دعمًا لأجندة حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي، وكذا التخادم مع المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران.
معلومات رقابية كشفت أن ما تسمى بالشرعية أنفقت مبلغ أكثر من 5 ملايين دولار للحفل الذي لم يكن له أي مبرر من الأساس.
إنفاق هذا المبلغ الضخم على الحفل فتح نيران الغضب على ما تسمى بالشرعية، التي برهنت على حقيقة اتهامها بأنها لا تولي أي اهتمام بالأعباء الإنسانية التي يعاني منها السكان منذ فترات طويلة.
ولعل سبب الهجوم الكبير على ما تسمى بالشرعية أنها كانت كثيرًا من تملأ الدنيا صراخًا وهي تطلب مساعدات إنسانية، وقد كان ملاحظًا في أغلب المرات أنها تطلب تمويلات، ومع توالي الأيام وتجلي الحقائق فسرعان ما يتضح أن الشرعية تنفق هذه الأموال سواء لتكوين ثروات ضخمة أو تصرفها على ملاذاتها، دون أن تلتزم مثلًا بتنفيذ أي مشروعات يمكن أن تساهم في تحسين الأوضاع الإنسانية.
في الوقت نفسه، فإن الواقعة لم تخلُ من فساد ترتكبه ما تسمى بالشرعية كونها تنفق أموال المواطنين فيما لا يغني، إذ كان بالإمكان أن يتم تخصيص هذه المبالغ الضخمة في سبيل تحسين حياة المواطنين، بيد أن الأمر يكشف أن ما تسمى بالشرعية تنفذ شبكة واسعة من الاستهداف الموجه للسكان تضم في تفاصيلها أيضًا وقف صرف المرتبات والحرمان من الخدمات.
وفيما سعى الإعلام الإخواني للترويج للاحتفالية التي أقيمت بالقاهرة عبر نشر صور لها، فقد قابلتها صورٌ أخرى تعكس حجم الانهيار الشديد في الأوضاع المعيشية من جراء الحرب الحوثية مدعومة بما تمارسه ما تسمى بالشرعية من إهمال.
الترويج الإخواني يرتبط في الأساس بالرسالة التي حاولت ما تسمى بالشرعية إيصالها، وهي محاولة تحسين صورتها وغسل سمعتها أمام المجتمع الدولي، بيد أن أمرًا كهذا لا يبدو متخليًّا بحالٍ من الأحوال بالنظر إلى حجم الغضب الدولي في الأساس من ممارسات نظام المؤقت عبد ربه منصور هادي.