المنظمات الأممية في اليمن.. دعم للحوثي وإدعاء بـالإنسانية
أعاد تصريح لافت لمحلل السياسات في المجلس الأسترالي للدراسات الدولية عوفيد لوبيل، الأنظار مجددًا للدور الذي تلعبه منظمات إنسانية تقدم أموالًا ضخمة بشكل مباشر من الوكالات الأممية لدعم آلة الحرب الحوثية، بما يرسّخ حضور المليشيات ويفاقم من المأساة الإنسانية.
الخبير الأسترالي قال إنّ المليشيات الحوثية هي من تتحمّل سبب الكارثة الإنسانية في اليمن، وهو ما شهد به العديد من المسؤولين الأمريكيين السابقين والحاليين المشاركين في السياسة اليمنية، وذلك من خلال المشكلات الضخمة التي تحدثها المليشيات المدعومة من إيران بمسار المساعدات الإنسانية.
لم يكن تصريح السياسي الأسترالي بالجديد على طاولة اتهام الحوثيين بتوظيف ملف المساعدات الإنسانية عبر التفاهم مع المنظمات الدولية المعنية فيما يخص خدمة مصالح المليشيات، فسبق أن صرّحت ليز جراندي الرئيسة السابقة للعمليات الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن، بأنّ الدولة البوليسية القسرية والمفترسة للحوثيين فرضت مئات القيود على إيصال المساعدات الإنسانية.
هذه الدولة البوليسية الحوثية تضمنت سطوًا على الكثير من المساعدات الإنسانية التي كان من المفترض أن تساهم في تحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين، علمًا بأن قدرًا كبيرًا من المساعدات يتم تقديمها من قبل المنظمات الدولية للمليشيات الإرهابية كدعم لتحسين أوضاع المواطنين لكن هذه الأموال سرعان ما توظفها المليشيات لخدمة مصالحها.
لا ينظر إلى هذا الأمر باعتباره دليل بطش وحسب يُمارس من قبل الحوثيين، لكن الأمر يشمل نوعًا من أنواع التعاون المشترك فيما بينهما، وقد كشفت الكثير من المعلومات عن ضلوع منظمات أممية في جرائم فساد باليمن.
وتتبع المنظمات الدولية سياسات تشغيل بميزانيات ضخمة مع صرف أموال طائلة كرواتب لموظفيها، ما ساهم بشكل رئيسي في عدم إحداث أي تغيير بأي شكل في الوضع الإنساني، فضلًا عن ممارسات مشبوهة مع الحوثيين تضمّنت الحديث عن صفقات وهمية يحصل الحوثيون بموجبها على أموال ضخمة دون أن ينعكس ذلك على الأرض بشكل حقيقي.
وخضع مسؤولو المنظمات الدولية بكل سهولة للابتزاز من قِبل المليشيات الحوثية، وأصبحوا بوقًا في قبضة المليشيات لتتوسع في أعمال النهب والسطو والتهام المساعدات والتحكم في آليات توزيعها، وهو ما تزامن مع حرمان المستحقين منها بشكل كامل.
إذا كان التنسيق المشترك في جرائم نهب الأموال يُقابل بردود أفعال غاضبة، فيُنظر إلى مشاركة عسكرية من قبل المنظمات الدولية في دعم الإرهاب الحوثي أبعادًا أخطر، لكن الأمر بلغ حد تشكيل حماية من قبل منظمات أممية لصالح الحوثيين من الغارات الجوية، وقد حدث ذلك مثلًا من قِبل موظف في منظمة اليونسيف يدعى خورام جافيد، ساعد قيادات حوثية على التحرك بمركبات أممية بما شكّل حماية لها وضمانة لعدم استهدافهم، في خطوة لم تكن رفعًا للحياد الذي تدعيه المنظمات لكن أيضًا دعم مباشر لإرهاب المليشيات.
ممارسات المنظمات الدولية جعلها شريكًا بشكل أو بآخر في تمكين المليشيات الحوثية من البقاء حاضرة على الأرض عبر دعمها سواء ماليًّا أو عسكريًّا، وهو ما جعل تلك المنظمات محط الكثير من الانتقادات والتي تصل إلى حد الاتهامات في أحيانٍ كثيرة، فيما يخص العمل على تأزيم الوضع الإنساني بدلًا من انتشال السكان من أعبائه.