دعوة لفضاء إعلامي جنوبي عابر لحدود التموضع السياسي !
صالح شائف
يلعب الإعلام وبكل وسائله المتعددة دورا مهما ومؤثرا في حياة المجتمع؛ وفي تكوين الرأي العام الفاعل والمتفاعل؛ والذي يمكنه المساهمة الإيجابية الفاعلة في إطار تعزيز الوئام الوطني العام داخل الصف الوطني الجنوبي الذي نحتاجه اليوم أكثر من أي وقت مضى؛ فالتمترس الإعلامي و( الحرب ) الإعلامية بين أصحاب القضية الواحدة؛ لهو الخطر الأكبر على على وحدة الجنوبيين والأشد فتكا بنسيجهم الإجتماعي والمصدر الأكثر ملائمة لإشعال نار الفتنة بينهم وتغذيتها؛ ولمصلحة من يتربصون شرا بالجنوب وأهله .
وبالنظر لما يملكه المجلس الإنتقالي الجنوبي من تلك الوسائل الإعلامية على حداثتها وقلة خبرتها؛ فإنه معني أكثر من غيره في تجسيد ذلك عبر سياسة إعلامية تستجيب لمتطلبات هذه المرحلة؛ ولن يتم له ذلك مالم يقدم على تصحيح وتصويب وتطوير السياسة الإعلامية القائمة والمتبعة حاليا؛ لتكون نموذجا للإعلام الوطني الجنوبي الذي ينتصر للموقف الوطني العام البعيد عن التمترس الذي وقعت فيه وسائل إعلامية وأطراف جنوبية عديدة مع الأسف الشديد؛ بما في ذلك إستغلال وإستخدام شبكة الإعلام الإجتماعي للنيل من الجنوب ووحدة الجنوبيين وجعلهم منشغلين بأنفسهم وكيف يهزمون بعضهم وكأنه لا أعداء لهم غير أنفسهم !
ولهذا فإن الإنتقالي إن أراد النجاح في هذه الجبهة الخطيرة فإن عليه تصحيح وتصويب سياسته الإعلامية بشكل عام وبدرجة رئيسية سياسة قناة عدن المستقلة لأهميتها الإستثائية الخاصة؛ لتسهم بدورها المطلوب في تعزيز وتماسك الجبهة الداخلية للجنوب وطنيا؛ عبر برامج حوارية متخصصة تشارك فيها كل القوى والأطراف والشخصيات الجنوبية ونشطاء الإعلام ومنظمات المجتمع المهنية والجماهيرية على تعددها؛ بهدف ردم المسافات المتبعادة وتقريب وجهات النظر وإثراء الحوار الواطني الذي نأمل أن يصل إلى محطته الأخيرة قريبا؛ وبما يجعلها منصة إعلامية وطنية لكل الجنوبيين مهما تباينت رؤاهم أو تمايزت قناعتهم وبما لا يضر بمضمون رسالتها الوطنية التي تنتصر فيها للجنوب ومشروعه الوطني المتمثل بإستعادته لدولته الوطنية وسيادته على أرضه؛ وأن يتفرغ الإعلام الجنوبي لمواجهة الحرب الإعلامية القذرة ضد الجنوب وقضيته الوطنية العادلة .