هجوم أبين الإرهابي.. ما دوافع الشرعية؟

الثلاثاء 15 مارس 2022 11:00:00
testus -US

كما كان متوقعًا، حرّكت المليشيات الإخوانية أذرعها المتطرفة لتنفيذ عمل إرهابي هزّ أرجاء محافظة أبين، بما يعكس حجم تفشي الإرهاب هناك، في هجومٍ يبدو أنه يحمل رسالة سياسية من قبل نظام المؤقت المدعو عبد ربه منصور هادي للسعي نحو إحراق الجنوب بنيران الفوضى الشاملة.

الهجوم الإرهابي وقع في مدينة زنجبار بمحافظة أبين، حيث استهدف موكب قائد قوات الحزام الأمني بدلتا أبين العميد عبداللطيف السيد في خط عمودية الرابط بين مدينتي زنجبار وجعار.

وأعقب التفجير الإرهابي، عملية إطلاق نار كثيفة وسط تصاعد ألسنة الدخان الأسود بشدة من جرّاء الهجوم الذي يُرجح أن ما تُسمى بالشرعية الإخوانية تستهدف ضرب أمن الجنوب بشكل كامل.

توقيت الهجوم الإرهابي يبدو أنه يحمل رسالة سياسية واضحة من قِبل المعسكر الإخواني، لا سيّما أنّ المباحثات المهمة التي أجراها وفد المجلس الانتقالي مع المبعوث الأممي لليمن ضمن الجهود الرامية إلى تحقيق حلحلة سياسية في الفترة المقبلة، وهي تحركات جعلت الجنوب جزءًا رئيسيًّا من مسار العملية السياسية وهو ما يعني وضع قضية الجنوب على الطاولة.

على الأرجح، يريد نظام ما يُسمى بالشرعية إيصال رسالة واضحة مفادها أنّ الجنوب لن ينعم بالاستقرار إذا ما وجد المعسكر الإخواني أن هناك تهديدات تلاحق وجوده في الجنوب في الفترة المقبلة.

ما يعزّز من المخاوف من هذا الإرهاب الخطير هو أنّه لا يوجد أي اختلاف بين المليشيات الإخوانية وحليفتها الحوثية في حجم الإرهاب الغادر الذي يستهدف الجنوب، لا سيّما أنه تم الدفع بأعداد مهولة من العناصر والفصائل الإرهابية التي تستخدمها ما تسمى بالشرعية في جرائمها العدائية ضد الجنوب.

سيناريو العمليات الإرهابية في الجنوب قد يأخذ منحى استهداف القيادات العسكرية، وهي جرائم استفزازية ستدفع مليشيا الإخوان ثمنها بشكل مباشر حال انخراط الجنوب في مواجهة حاسمة للإرهاب.

في الوقت نفسه، تحاول ما تسمى بالشرعية إيصال رسالة جديدة حول خروقتها المتواصلة لمسار اتفاق الرياض، وهو ما يمثّل إصرارًا من هذا المعسكر لمعاداة الجنوب والتحالف العربي على حد سواء، وهو ما يفرض تساؤلات عن طبيعة المشهد العسكري والسياسي في المرحلة المقبلة، في ظل إصرار نظام هادي على إفشال مسار اتفاق الرياض.

فما تُسمى بالشرعية تضع كل العراقيل الممكنة أمام مسار اتفاق الرياض بغية عرقلة إنجاحه، نظرًا لأهمية هذا المسار في ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية الإرهابية، وكذا أن الاتفاق يتضمن وضع حد لحرب الخدمات التي يشنها نظام هادي ضد الجنوب، وبالتالي فإن نجاح الاتفاق يعني بشكل مباشر تفكيك قدر كبير من المؤامرة الإخوانية على الجنوب.

هذه الدوافع المتعلقة بمحاولة عدم تهيئة المجال في الجنوب نحو وضع أمني مستقر يجعله جزءًا من العملية السياسية وكذا السعي لجر الجنوب نحو صراع شامل لإفشال مسار اتفاق الرياض تمثّل المحرك الرئيسي للجرائم الغادرة التي ترتكبها ما تسمى بالشرعية ضد الجنوب.