مكيدة الشرعية.. اللعب على المكشوف

الأربعاء 16 مارس 2022 18:04:00
testus -US

رأي المشهد العربي

تظهر المواقف السياسية والعسكرية التي تُقدم عليها ما تسمى بالشرعية أنه تجهز المكائد ضد الجنوب في محاولة لتوجيه ضربة قاسمة ضد تحركات المجلس الانتقالي نحو استعادة الدولة، وذلك بعدما أظهر المعسكر الإخواني حجمًا غير مسبوق من العداء الموجه للجنوب.

عسكريًّا، جاء الهجوم الإرهابي الذي استهدف موكب قائد قوات الحزام الأمني في أبين العميد عبد اللطيف السيد ليظهر أن مؤامرة ضرب الجنوب بالإرهاب لم تهدأ ولم تخفت، وأن ما تسمى بالشرعية ستظل تحرك العناصر الإرهابية التي غرستها في الجنوب لتصنع قدرًا ضخمًا من الإرهاب بما يُشكل تهديدات وجودية مرعبة.

على الصعيد السياسي، جاء الطرح الذي قدّمه حزب الإصلاح (المتحكم في صنع القرار بمعسكر ما تعرف بالشرعية) متضمنًا مؤامرة سياسية مشبوهة ضد الجنوب، إذ دعا بدون مواربة إلى إقصاء المجلس الانتقالي من المشهد السياسي ضمن مسارات الحل الشامل، وأن يكون الحوار مقتصرًا على ما تسمى بالشرعية والمليشيات الحوثية الإرهابية.

رؤية حزب الإصلاح السياسية، وهي المعبرة عن لسان ما تعرف بالشرعية بحال من الأحوال، تعني بشكل واضح ودون أي مواربة انقضاضًا على اتفاق الرياض، التي للمفارقة لا يتوقف نظام المؤقت عبد ربه منصور هادي عن الإدعاء والزعم بالعمل على تنفيذه، لكن الخروقات المتواصلة وصولًا إلى الدعوة الإخوانية للخرق عبر إزاحة المجلس الانتقالي من أن يكون طرفًا رئيسيًّا على طاولة الحل، هو خرق سياسي لا يقل الخرق الأمني المتمثل في التمسك بعدم إخراج القوات اليمنية المحتلة للجنوب.

بكل وضوح، باتت ما تعرف بالشرعية تلاعب الجنوب على المكشوف ولم تعد أجندتها التآمرية من وراء ستار لكنها عبّرت من خلال الأعمال العدائية التي تشنها سواء تلك التي تحمل طابعًا أمنيًّا أو سياسيًّا أن بوصلتها موجهة ضد الجنوب، وهو ما يفرض ضرورة الإقدام على خطوات تحمل طابعًا استباقيًّا من القيادة الجنوبية لتفادي أي تحركات تصعيدية من قِبل التيار الإخواني الذي برهن على أنه يعادي الجنوب بشكل غير محدود.

ويثق الجنوبيون، في قدرة المجلس الانتقالي الجنوبي على التعامل مع الظرف الراهن بتحدياته وتعقيداته المتشابكة، وذلك عبر اتخاذ ضمانات قوية تحقق أولًا انضباطًا أمنيًّا في الجنوب من جانب، وأيضًا يفوّت الفرصة على مساعي تهميش الجنوب وإقصائه من العملية السياسية.