سخط في صنعاء وإب.. هل ينفرط عقد السيطرة الحوثية؟

الأربعاء 16 مارس 2022 23:49:16
testus -US

تمضي الأمور في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين على نحو لا تهواه المليشيات، بعدما لوحظ تفاقم حالة الغضب من ممارسات المليشيات، بالتزامن مع حراك أممي يقوده المبعوث هانس جروندبرج يستهدف إحداث اختراق كبير في جدار الأزمة الصلب.

في محافظة صنعاء، تحدّث ناشطون عن أن مظاهرات اندلعت ضد الحوثيين من جرّاء الأزمة الاقتصادية المروعة التي تشهدها المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات، لا سيما في ظل تردي الخدمات وانقطاع المرتبات، وقد انتشرت الكثير من مقاطع الفيديو التي أظهرت هذا الحراك الغاضب ضد المليشيات، بما في ذلك شارع الستين في محافظة صنعاء.

هذه المظاهرات الغاضبة ادعى الإعلام الحوثي أنها تابعة لعناصر المليشيات خرجت تأييدًا لهذا الفصيل الإرهابي المدعوم من إيران وتوظيفها في توجيه رسائل معادية للجنوب، في محاولة لتحقيق مكسب سياسي للحوثيين بالتزام مع الحراك السياسي القائم والذي يخوضه المبعوث الأممي منذ عدة أيام، ويُقال إنه يستهدف وضع إطار شامل للحل السياسي.

في سياق متصل، شنّت المليشيات الحوثية قبل أيام من حملة اعتقالات واسعة في عدة أحياء سكنية طالت العشرات بعد انتشار جداريات في شوارع صنعاء وذمار تطالب برحيل المليشيات لما خلّفتها من آثار تعذيب معيشية مروعة تفاقمت كثيرًا على مدار الفترات الماضية.

في محافظة إب لم يكن الوضع مغايرًا، إذ ظهرت تحركات مناوئة للحوثيين قابلتها المليشيات بالقمع، وقد تجلّى ذلك فيما كشفه ناشطون، بأنّ المليشيات شنّت حملة اختطافات بعد انتشار جداريات جديدة مناهضة لها في المدينة.

وانتشرت العديد من صور الجداريات على مواقع التواصل الاجتماعي، وقد حملت رسائل مناهضة للحوثيين، وتحديدًا في شوارع العدين ومنطقة جرافة، وقد ظهرت رسالة "ارحل يا حوثي" على وجه التحديد بشكل مكثف.

تخوّف المليشيات من خروج الأمور عن السيطرة قادها إلى إشهار سلاح القمع، حيث نفّذت حملة اختطافات بحق عدد من الشباب غير الموالين لها، وتردّدت معلومات عن اتخاذها قرارًا بمنع التجوال.

السخط الشعبي من الإرهاب الحوثي يفتح الباب أمام سيناريوهات عديدة في إطار الضغوط التي قد تتشكل مع المليشيات الحوثية التي كانت تتمنى أن تمر الأيام الراهنة بهدوء كونها تتزامن مع المشاورات التي يجريها المبعوث الأممي، ولعلّ هذا السخط الشديد قد يكون أحد الأسباب التي قادت المليشيات - كما ترددت من معلومات - عن رفضها الجلوس مع المبعوث الأممي منعًا لإثارة هذه الأوضاع.

ولا يبدو أن المليشيات تملك الكثير من الخيارات لمواجهة وضع كهذا، سواء أن أشهرت راية البطش في محاولة لإسكات الأصوات المعارضة لها، أو عملت على تجاهلها وهو ما قد يجعل عقد الأمور ينفرط من تحت سيطرتها، عبر تصاعد موجة الغضب من الأوضاع المأساوية الناجمة عن حربها العبثية المستمرة.

ودون أن يعرف إن كان الأمر مجرد تزامن غير مقصود أم رسالة تفاعل مع هذا السخط بشكل غير مباشر، فقط تحدّث مسؤول إغاثي أممي، عن أن اليمن يشهد أزمة طوارئ مزمنة، وهناك 23.4 مليون يمني بحاجة للمساعدات، في تفسير رقمي ودلالي على تصاعد الغضب في مناطق سيطرة المليشيات.

مارتن جريفيث وكيل أمين عام الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية قال مؤخرًا، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي قبل مؤتمر افتراضي رفيع المستوى للمانحين الدوليين؛ بهدف إعلان التبرعات لتغطية نفقات الأنشطة الإنسانية في اليمن، من المنتظر أن يشارك به أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إن وكالات الإغاثة سوف تسعى في ذلك المؤتمر للحصول على ما يقرب من 4.3 مليار دولار لمساعدة أكثر من 17 مليون شخص في اليمن.