إخوان هادي.. بطش المال والقرار

الخميس 17 مارس 2022 18:00:04
testus -US

رأي المشهد العربي

يمضي نظام ما تعرف بالشرعية في المخطط التآمري المعادي للجنوب الساعي بكل وضوح إلى إغراقه في الكثير من الأزمات والأعباء وصنوف ضخمة من المعاناة سواء عبر استهدافه أمنيًّا وخدميًّا.

مؤامرات نظام المؤقت المدعو عبد ربه منصور هادي أحدثت غضبًا جنوبيًّا عارمًا، تجلّت مثلًا في الهبة الحضرمية التي تكشف خطواتها التصعيدية حجم الغضب من إهمال ما تعرف بالشرعية لمطالب الجنوبيين ومن ثم تجازف بتصاعد غضب الجنوب الذي قد يلتهم الجميع.

السبب الرئيس في تفاقم الأعباء التي يعاني منها الجنوب هو تحكم مايسمى بحزب الإصلاح الإرهابي في هيكل ما تعرف بالشرعية إن كان ماليًّا أو سياسيًّا، فهذا الفصيل الإخواني ارتكب العديد من جرائم الفساد التي مكنته من تكوين ثروات ضخمة ما أدّى إلى تعميق الأزمة الإنسانية في الجنوب بشكل مرعب.

كما أنّ هيمنة حزب الإصلاح على القرار السياسي في معسكر نظام هادي دفعه إلى أن تكون كل قراراته عبثية معادية للجنوب لا سيّما فيما يخص توجيه بوصلة الحرب والعداء ضد الجنوب، في تجاهل تام لمسار الحرب على المليشيات الحوثية الإرهابية، فهذه الحرب غير مُدرجة على لائحة الاهتمامات الإخوانية.

سياسات البطش الإخوانية على هذا النحو أثارت غضبًا عارمًا في الجنوب، لا سيّما في ظل حرب الاستنزاف الشاملة التي يتعرض لها الجنوب، والتي فرضت واقعًا جديدًا يتعامل معه الجنوب عبر إجراءات تصعيدية شعبية في أحد مسارات مواجهته، كما اتضح مثلًا في قرار قيادة الهبة الحضرمية بإيقاف تصدير النفط من شركة كالفالي النفطية.

سياسات البطش الإخوانية التي تحمل أضرارًا سرطانية ضد الجنوب أظهرت الحاجة الملحة إلى الانخراط في إجراءات تصعيدية للضغط على نظام هادي بعدما أثبت عداءه المتواصل ضد الجنوب، وسط تجاهله التام لمسار الحرب على المليشيات الحوثية.

هذا التصعيد يمثّل حاضنة الضغط على نظام الشرعية لإيقاف حرب الخدمات القاسية التي تشنها على الجنوب، وهي حرب لا تقل خطورتها عن الاعتداءات الأمنية التي ترتكبها المليشيات الإخوانية ضد الجنوبيين.