الانتقام بـالإرهاب.. نيران الحوثي تلتهم مزارع الضالع
لم تجد المليشيات الحوثية سبيلًا للرد على الخسائر التي منيت بها أمام القوات المسلحة الجنوبية في محافظة الضالع، إلا تكثيف الاعتداء على المدنيين في عمل إرهابي حوثي يستهدف على الأرجح الضغط على الجنوب وقواته المسلحة.
مصادر ميدانية قالت إنّ المليشيات الحوثية أقدمت على إتلاف وإحراق مزارع المواطنين في عدد من مناطق العود ومريس شمال وغرب الضالع.
وقالت المصادر إنّ المليشيات الحوثية أتلفت مزارع المواطنين في مناطق الفاخر وبلاد اليوبي وصولان وزيلة يعيس شمال مريس، فيما أكّدت المصادر أن النيران التي أضرمتها المليشيات في المزارع امتدت إلى منازل المواطنين المجاورة.
في الوقت نفسه، أكّدت المصادر أن المليشيات الحوثية أشعلت كذلك النيران في مضخات مياه إرتوازية في تلك المنطقة، وتعمل كذلك على منع المزارعين في من مزاولة أعمالهم.
جريمة إحراق مزارع المواطنين ليست بالجديدة، لكنها عمل عدائي دأبت المليشيات الحوثية على ارتكابه فيما يخص محاولة استهداف كل ما يتعلق بالوضع المعيشي للسكان دون استثناء، بما في ذلك إحراق منازلهم ومحاولة دفعهم نحو النزوح ومغادرة مناطقهم بشكل كامل.
إقدام المليشيات الحوثية على ارتكاب هذه الجرائم التي يمكن إدراجها في إطار جرائم الحرب، يعني أنّ هذا الفصيل الإرهابي يحاول استهداف الأمن الغذائي في محافظة الضالع، كوسيلة للضغط على القوات المسلحة الجنوبية التي تمكنت مؤخرًا من تحقيق مكاسب ميدانية كبيرة في مواجهة المليشيات المدعومة من إيران.
لجوء المليشيات الحوثية لإطلاق هذه الحرب الغاشمة مرتبط في الأساس بفشلها العسكري في مواجهة القوات الجنوبية التي تمكنت من كسر شوكة المليشيات في تلك المناطق وتكبيدها خسائر فادحة على مدار الفترات الماضية، وتحديدًا في قطاعات باب غلق والفاخر والجُبّ، وهي مناطق اعتادت أن تشهد اشتباكات بالأسلحة الثقيلة.
ولم يفلح القصف الهستيري التي تشنه المليشيات الحوثية بين حين وآخر في زعزعة ثبات القوات الجنوبية على الأرض التي تمكنت من تغيير المعادلة العسكرية على الأرض، ونجحت في تحرير عدد كبير من المناطق وتطهير مواقع استراتيجية رغم شح الإمكانيات.
إزاء ذلك، عمدت المليشيات الحوثية إلى محاولة الضغط على القوات الجنوبية معتمدة في هذا الإطار على شن إرهاب غادر ضد المواطنين الجنوبيين، وتوجيه آلياتها العسكرية ضد اهداف حيوية مثل مزارع المواطنين على نحو يستهدف وضعهم المعيشي.