تطلع أممي لهدنة إنسانية رمضانية تصطدم مبكرًا بالتعنت الحوثي
في خضم تصعيد حوثي ملحوظ في العمليات الإرهابية ضد المملكة العربية السعودية، برز تصريح لمكتب المبعوث الأممي لليمن هانس غروندبرغ، بأنه يناقش هدنة محتملة في اليمن خلال شهر رمضان المبارك.
وكالة "رويترز" نقلت عن مكتب جروندبرج قوله إن "الأخير" التقى مطلع هذا الأسبوع من وصفته بـ"كبير مفاوضي الحوثيين" لمناقشة مشاورات الأمم المتحدة الجارية، وجهود معالجة الوضع الإنساني المتدهور في اليمن بما يتضمن هدنة محتملة في شهر رمضان المبارك.
انعقاد هذا الاجتماع على مائدة السياسة تزامن مع تصعيد عدائي على الأرض، فبينما كان يتحدث المبعوث الأممي عن خطة لهدنة إنسانية في رمضان، كانت المليشيات الحوثية توجه إرهابها بشكل مكثف لاستهداف أهداف مدنية سعودية.
وكان التحالف العربي قد أعلن صد وقوع هجوم عدائي استهداف محطة توزيع المنتجات البتروبية التابع لشركة أرامكو بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، وذلك في أعقاب هجمات أخرى شنتها المليشيات الحوثية على أهداف مدنية سعودية على مدار اليومين الماضيين.
وقال العميد الركن تركي المالكي المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العربي، إن المليشيات الحوثية صعّدت خلال الساعات الماضية من هجماتها العدائية العابرة للحدود باتجاه السعودية لاستهداف الأعيان المدنية والمنشآت الاقتصادية بطريقة ممنهجة ومتعمدة.
الإرهاب الحوثي على هذا النحو المتصاعد يعني أنّ أي جهود تبذلها الأمم المتحدة ستظل محل تشكيك كبير لا سيّما في ظل إصرار المليشيات المدعومة من إيران على التصعيد العسكري على هذا النحو، وهو ما يعني ضرورة الحاجة إلى اتخاذ ضمانات كافية وشاملة من المليشيات تجبرها على احترام مسار التهدئة.
ولا يبدو أن اللهجة الناعمة التي تتبعها الأمم المتحدة ستجدي ثمارها، لا سيّما أن التصعيد الحوثي يمثّل ردًا مباشرًا على دعوة مجلس التعاون الخليجي لمشاورات تستهدف التوصل إلى حل سياسي، وهو ما يعني أن هذه الجولة تبقى مهددة من الممارسات الحوثية ما لم يتم التدخل بشكل حاسم وقوي للضغط على المليشيات.
في الوقت نفسه، فإنّ إعلان الأمم المتحدة عن جهود لفرض هدنة إنسانية في شهر رمضان لن يحالفها النجاح إذا لم تُقدِم المنظمة الدولية على الضغط المكثف على الحوثيين، لا سيّما أنّ المليشيات برهنت على أنها تعادي أي توجهات للتهدئة أو تحقيق السلام،باعتبار أن بقاءها مرتبط في الأساس بإطالة أمد الحرب لأطول فترة ممكنة.