الأحمر وأذرعه.. أشواك سياسية في مسار الجهود الخليجية

الثلاثاء 22 مارس 2022 23:24:38
testus -US

فيما تتوجه الأنظار ويترقب المتابعون ما يمكن أن تسفر عنه المشاورات المزمع عقدها في العاصمة السعودية الرياض برعاية مجلس التعاون الخليجي فيما يخص إمكانية تحقيق تسوية سياسية فعلية وجادة، فإنّ ثمة أسباب يمكن أن تثير الشكوك في إمكانية نجاح تلك الجهود.

إلى جانب السياسات الخبيثة التي تتبعها المليشيات الحوثية التي تقف في وجه أي خطوة نحو تحقيق السلام وتعارض أي توجه من أجل وقف الحرب، فإن القيادات الإخوانية النافذة في معسكر ما تعرف الشرعية تمثّل هي الأخرى خطورة بالغة على إمكانية الدفع نحو إحداث حلحلة سياسية.

ومع تصاعد زخم تلك المشاورات المرتقبة بمرور الوقت، فقد تزايدت المطالب المتعلقة بضرورة تحجيم دور قيادات مثل المدعو علي محسن الأحمر وأذرعه المنتشرة في معسكر ما تعرف بالشرعية، وهي عناصر متخادمة مع المليشيات الحوثية ويرتبط بقاؤها باستمرار الحرب ومن ثم تعمل على تغييب أي أطر للحل السياسي بشكل كامل.

وبينما قد يدفع البعض بأن قد لا يكون هناك متسع من الوقت نحو اتخاذ قرارات بإزاحة هذه العناصر من واجهة المشهد السياسي في هذه الأيام أي قبل انعقاد مشاورات الرياض، فعلى الأقل يمكن تحجيم دور هذه العناصر وتلجيمها بما يمنعها من أن تعرقل أي مسارات نحو تحقيق الاستقرار.

في الوقت نفسه، فمن الضرورة بمكان أن يتم الالتفات إلى "الألاعيب" التي يمكن أن تنفذها تلك العناصر، إذ من غير المستبعد مثلًا أن تخرج على الملأ مدعية أنها متوافقة مع الجهود الخليجية لوقف الحرب بينما ترتكب في الوقت نفسه خيانات أو مؤامرات تدس السموم والعراقيل في مسار هذه الجهود مستقبلًا.

ما يعزز من هذا الطرح هو ما تعامل العناصر الإخوانية مع الزخم الحالي لمشاورات الرياض، فمنذ أن تم الإعلان عن إجرائها عملت الكتائب الموالية لحزب الإصلاح على تشويهها والتقليل من أهميتها وجدواها، وهي نغمة مشابهة للرفض الحوثي لهذا المسار عملًا على إطالة أمد الحرب.

حملت هذه المواقف الإخوانية دلالة جديدة على تخادم ما تعرف بالشرعية مع المليشيات الحوثية، ذلك التخادم الذي أضرّ كثيرًا بالجهود العسكرية للتحالف العربي على الصعيد العسكري فيما يخص تسليم الإخوان المواقع والجبهات للمليشيات الحوثية، وصولًا حاليًّا إلى عملية محاولة استهداف أي جهود سياسية خليجية ترمي إلى وقف الحرب.