التعقيدات العسكرية والإنسانية.. جروندبرج في مهمة صعبة

الأربعاء 23 مارس 2022 01:06:59
testus -US

تحمل الجولة الراهنة من المشاورات التي يجريها المبعوث الأممي هانز جروندبرج، أهمية كبيرة كونها تركز هذه المرة على الأوضاع العسكرية والإنسانية لانتشال المدنيين من هذه الأعباء القاسية.

صدر اليوم الثلاثاء، بيان عن مكتب المبعوث الأممي، أفاد بمواصلة جدول لقاءات المشاورات الثنائية للأسبوع الثالث على التوالي، وأشار إلى استعراض رؤى حول الأولويات السياسية والأمنية والعسكرية، ومعالجة القضايا الانسانية.

المشاورات الأممية تهدف إلى المضي قدمًا نحو إحداث شاملة على الصعيد العسكري والإنساني، وهي تأتي في توقيت مهم للغاية، في ظل الهجمات الإرهابية التي شنتها المليشيات الحوثية على السعودية والتي أدانها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بشدة، حسبما صرّح متحدث باسم الأمم المتحدة.

وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إنّ "هذه الأعمال تضر بآفاق السلام والاستقرار الإقليمي وبجهود الوساطة الجارية لمبعوثنا الخاص هانز جروندبرج.

وأضاف المتحدث الأممي: "ندعو جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب أي مزيد من التصعيد. نحث الطرفين بقوة على التعامل بشكل بناء ودون شروط مسبقة مع جروندبرج".

بيان الأمم المتحدة حمل موقفًا سياسيًّا واضحًا أدان الإرهاب الحوثي ضد السعودية، وهو أمرٌ متعلق بالأوضاع العسكرية على الأرض، ومن ثم فهناك ضرورة ملحة أن تكون المباحثات التي يجريها جروندبرج، رامية إلى دفع الحوثيين إلى وقف هذه الاعتداءات.

هذا المشهد المعقد على الصعيد العسكري، يُشبه في تعقيداته واقع الإنساني كذلك، وهو الملف المُدرج على قائمة مباحثات المبعوث الأممي في جولة المشاورات الحالية، ويستلزم هذا الأمر ممارسة ضغط شديد على المليشيات الحوثية لإيقاف جرائمها التي من شأنها أن تضاعف الأعباء الإنسانية.

يكفي مثلا الإشارة إلى تحذير حديث يشير إلى أنّ ملايين السكان بصدد فقدان مياه الشرب خلال الأسابيع المقبلة في ظل تصاعد الأزمة ونقص مصادر التمويل المقدمة من منظمات مانحة لصالح تأمين المياه النظيفة في المناطق المتضررة والتي تعاني من شح مائي وجفاف.

وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، اليوم الثلاثاء، إنّ أربعة ملايين يمني، سيفقدون الحصول على مياه الشرب المأمونة، مشيرًا إلى أنّ شبكة أنابيب المياه لا تغطي سوى 30% من السكان.

وأوضح المرصد أن هناك 15 مليون شخص يلجأون لطرق مكلفة للحصول على المياه، لافتًا إلى أنّ عدم توفر مياه صالحة للشرب يساهم في تفشي الأمراض الخطيرة.

هذا التحذير الخطير يضاف إلى سلسلة طويلة من التحذيرات الخطيرة بشأن انهيار الأوضاع الإنسانية بشكل خطير، وهو ما يتطلب ضرورة انخراط الأمم المتحدة مع محادثات جادة لإجبار المليشيات الحوثية على وقف الحرب نظرًا لتعقيدات الوضع الإنساني على الأرض قبل انفجار الأوضاع.

ولا يبدو أن مهمة المبعوث الأممي ستكون سهلة بأي حال من الأحوال وذلك في ظل إصرار المليشيات الحوثية على إطالة أمد الحرب باعتبار أن بقاءها مرتبط أساسًا باستمرار الحرب من منطلق كونها تتعاطى بمفهوم المليشيات الإرهابية التي تغذي حكم العصابات على الأرض.