الانتقالي يبلور موقفه من مشاورات الرياض.. واستعادة الدولة على الطاولة
منذ اليوم الأول لدعوة المجلس الانتقالي للمشاركة في مشاورات الرياض، وإعلان القيادة الجنوبية انفتاحها على هذا الحراك السياسي، أثيرت الكثير من الآمال نحو أن يدفع المجلس بقضية استعادة الدولة بآفاق أرحب وأوسع نطاقًا.
المجلس الانتقالي بلور موقفه السياسي المشارك في مشاورات الرياض، وذلك من خلال لقاء عقده الدكتور ناصر الخبجي عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، رئيس وحدة شؤون المفاوضات، مع رؤساء دوائر الأمانة لهيئة رئاسة المجلس، بحضور نائب الأمين العام لهيئة الرئاسة فضل الجعدي.
وقال بيان صادر عن المجلس الانتقالي، اطلع عليه "المشهد العربي"، إنّ اللقاء ناقش مشاركة المجلس الانتقالي الجنوبي في اللقاء التشاوري الذي دعا له الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي والمزمع عقده في العاصمة السعودية الرياض أواخر مارس الجاري.
تضمّن هذا اللقاء، التأكيد على أهمية مشاركة المجلس في المشاورات الرياض لتسجيل تمثيل وحضور قوي لقضية الجنوب بما يتوافق مع أهداف وتطلعات الشعب الجنوبي في استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة وبما لا يتعارض مع اتفاق الرياض.
في هذا السياق، شدّد الدكتور الخبجي على ضرورة أن تضطلع دوائر الأمانة العامة بعملها وبالمسؤوليات المناطة بها، وتفعيل دور الرقابة والتصحيح بما يضمن جودة الأداء الإداري الجيد وتفعيله في كل هيئات المجلس المختلفة.
وأضاف أنّ المجلس الانتقالي الجنوبي في لقاءاته مع المبعوث الأممي، شدد على ضرورة وضع إطار خاص لمعالجة قضية الجنوب ضمن مفاوضات العملية السياسية الشاملة التي ترعاها الأمم المتحدة، وأهمية بدء المشاورات دون أي شروط مسبقة، وضرورة وضع معالجات جادة وسريعة للخروج من الأزمات المفتعلة بالبلد التي يعاني منها المواطنون.
البيان الصادر عن المجلس الانتقالي، يعبر عن الموقف الذي سيعبر عن موقف القيادة الجنوبية على طاولة المشاورات التي تعقد في الرياض، وهذا الأمر ينسجم مع التعهد الذي لطالما أطلقه المجلس الانتقالي على نفسه بأنه يضع تحقيق حلم استعادة الدولة على رأس أولوياته.
في الوقت نفسه، كان لافتًا في بيان المجلس الانتقالي بأن مواقفه السياسية تنسجم بشكل كامل مع اتفاق الرياض، وهو المسار الذي أكّد المجلس الانتقالي الالتزام به منذ اليوم الأول لتوقيع الاتفاق في نوفمبر 2019، وذلك نظرًا لأهميته السياسية والعسكرية في ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية، وكذا تقديرًا لرعاية التحالف العربي لهذا المسار.
وكان وجه مجلس التعاون الخليجي، قد وجه دعوة لجميع الأطراف للمشاركة في مشاورات الرياض، وقد رحّب المجلس الانتقالي يوم السبت الماضي، بالدعوة، وقالت هيئة الرئاسة في اجتماع استثنائي للمجلس ترأسه الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، إنّ المجلس منفتح على مشاورات شاملة تضمن حضور جميع الأطراف المعنية، لمعالجة القضايا المحورية وفي طليعتها قضية شعب الجنوب دون أي شروط مسبقة.
أغلب التحليلات التي وضعها سياسيون بشأن المستقبل المتوقع لمشاورات الرياض، أنها ستُفضي إلى وضع مرجعية شاملة تؤسس للبناء السياسي في المرحلة المقبلة، ومن ثم فإنّ تمثيل الجنوب في إطار هذه المرجعية أمرٌ شديد الأهمية فيما يخص مستقبل قضية الجنوب.
وفيما يمثّل هذا التوجُّه السياسي دلالة على أنّ التعويل على حل الأزمة القائمة أصبح خليجيًّا عربيًّا وليس دوليًّا في ظل تراجع حجم الاهتمام بالقضية من قِبل المجتمع الدولي المنشغل حاليًّا بالحرب بين روسيا وأوكرانيا وتبعاتها وتأثيراتها، فإنّ هذا الأمر يمثّل أهمية كبيرة لقضية الجنوب، بعدما أظهر أنه جزءٌ من الهوية القومية العربية عبر جهود فعلية بذلها على الأرض سواء سياسيًّا أو عسكريًّا، وبالتالي سينعكس ذلك على تحقيق زخم كبير في مسار قضية الجنوب.