آلية مرور ناقلات النفط المحتجزة في حضرموت.. ما دلالة رعاية التحالف؟
تُمثل رعاية التحالف العربي لاتفاق آلية للسماح بمرور ناقلات النفط المحتجزة في نقاط الهبة الحضرمية، خطوة مهمة تحمل دلالة سياسية قد تتبعها إجراءات أكثر قوة فيما يخص حماية ثروة حضرموت النفطية من السطو.
لجنة مخرجات لقاء حضرموت العام "حرو" برئاسة حسن الجابري، توصلت اليوم الجمعة، إلى اتفاق برعاية التحالف العربي في وادي حضرموت، على آلية للسماح بمرور ناقلات النفط المحتجزة في نقطة حرو ونقطة الخشعة، بما فيها السماح بمرور قواطر شركة كرفالي، في خطوة مثّلت بادرة حسن النوايا من قبل قيادة الهبة الحضرمية الثانية.
تضمن الاتفاق، الإفراج عن جميع القواطر المحتجزة من أجل إعادة ضبط آلية توزيع المخصصات لمادة الديزل المدعوم في جميع النقاط بدون استثناء، واعتماد مشاركة مندوبي لجنة حرو للإشراف على التوزيع في المحطات والإطلاع على آلية التوزيع الالكتروني وتطبيقة في جميع المحطات.
ونصّ الاتفاق كذلك على أن تبدأ اجتماعات السلطة المحلية مع لجنة حرو لاستكمال اجراءات التوزيع لوضع آلية متكاملة إبتداء من يوم الأحد القادم على ان يتم تحديد مندوبي اللجنة برسالة رسمية من قبل (الجابري)، والتوزيع على المحطات المتوقفة في المديريات إذا توفرت فيها الشروط القانونية والفنية.
الجابري حرص على توجيه الشكر لقيادة التحالف العربي في وادي حضرموت نظرًا للجهود والمساعي التي تكللت بالنجاح في التوصل لهذا الاتفاق.
هذا التطور يُنظر إليه من أكثر من سياق، فهو من جانب يمثّل تقدمًا مهمًا للغاية في إطار ضبط منظومة النفط في حضرموت سعيًّا لإيقاف جرائم السطو التي ترتكبها ما تسمى بالشرعية عبر مليشياتها الإخوانية الإرهابية التابعة للمنطقة العسكرية الأولى.
كما أنّ تدخل التحالف العربي على هذا النحو يعكس شهادة نجاح للهبة الحضرمية نفسها، وأنها نجحت في إيصال رسائلها بكل قوة للدرجة التي استدعت حرصًا من قبل التحالف على بذل جهود من شأنها أن تقود إلى التوصل لهذا الاتفاق.
هذا النجاح يُحسب أولًا للتحركات الشعبية التي انخرط فيها الجنوبيون على مدار الفترات الماضية دون كلل أو ملل، إلى جانبها كونها تُمثّل أيضًا عامل ضغط شديد التأثير على معسكر الشرعية التي فشلت في إخضاع هذا الغضب الجنوبي.
في الوقت نفسه، فإنّ الحاضنة السياسية التي شكّلها المجلس الانتقالي للهبة الحضرمية منحتها قوة دفع قوية للغاية، لا سيّما أن المجلس دائمًا ما عبّر عن هذه المطالب خلال اللقاءات الدبلوماسية التي عقدها على مدار الفترات الماضية، وهو ما ضاعف من وتيرة الضغط على نظام ما تعرف بالشرعية التي وجدت نفسها محاصرة شعبيًّا وسياسيًّا.