مشاورات الرياض.. حتى لا يتجاوزنا الزمن مجددا

الثلاثاء 29 مارس 2022 18:02:04
testus -US

رأي المشهد العربي

عززت المشاورات السياسية التي تنطلق اليوم الثلاثاء، برعاية خليجية في العاصمة السعودية الرياض برعاية مجلس التعاون الخليجي، الكثير من الآلمال من أجل التوصل إلى تسوية سياسية ملزمة، تضع حدًا للأزمة التي طالت وتفاقمت وتعقَّدت.

ومع أهمية الالتقاء على طاولة واحدة باعتبار ذلك وسيلة للتوصل إلى تسوية شاملة، فتبقى الخطوة الأهم هي التي تلي المشاورات، وهذا يتعلق بإمكانية الالتزام بما يتم التوصل إليه على الأرض، لضمان نجاح هذا المسار.

الدرس الأكبر يبقى هو الذي تمَّ استخلاصه من اتفاق الرياض الموقع في نوفمبر 2019، ففي الوقت الذي نُظر إليه باعتباره خطوة أولى على مسار ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية، إلا أنّ ما تُعرف بالشرعية أفشلت هذا المسار عبر سلسلة طويلة من الخروقات لحماية مصالح حزب الإصلاح الإخواني.

مشاورات الرياض وهي تؤسس لواقع سياسي جديد، فمن الضرورة بمكان أن تنص على ضوابط معينة تضمن الالتزام بما يتم التوصل إليه، وذلك لإتباع مسارين من اثنين لا ثالث لهما، أحدهما هم إلزام المليشيات الحوثية على الانخراط في مسار السلام.

المسار الثاني يتعلق برفض المليشيات الحوثية لمحادثات السلام، وهو ما اختارته بالفعل، وهذا يعني الضغط على المليشيات عسكريًّا، ولا يمكن تحقيق ذلك طالما أنّ ما تعرف بالشرعية ظلّت على شكلها وإطارها الراهن لأنها ستظل عقبة رئيسية في مسار السلام.

أي مسار مغاير لهذا الأمر سيكون الرابح منه المليشيات الحوثية وحليفتها الإخوانية، إذ يجد الفصيلان نفسيهما أمام مرحلة جديدة من التربح بكل الصور الممكنة، من خلال إطالة أمد الحرب.