رسائل البيض.. الانتقالي يطمئن شعبه بـ غاية استعادة الدولة
بعث المجلس الانتقالي برسالة طمأنة إلى شعبه الجنوبي في توقيت بالغ الأهمية، في ظل المرحلة الفارقة التي يمر بها الجنوب وقضيته، وبين إمكانية أن تكون جزءًا من المسار السياسي الشامل أو أن تسقط كما يخطط لها أعداؤها بأن يتم تهميشها.
الرسالة صدرت على لسان عمرو البيض الممثل الخاص لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي قال إنَّ الوصول إلى الاستقرار والسلام المستدام يأتيان عبر دولة الجنوب، مشيرا إلى تمسك المجلس بمسار سياسي دولي يضع إطارا محددا لاستعادتها.
البيض جدّد تحديد موقف المجلس الانتقالي من مشاورات الرياض إذ وصفها بأنها دعوة طيبة من مجلس التعاون الخليجي، وقال إنّها تقتصر حاليًّا على طرفي اتفاق الرياض، كاشفا عن جهود للمجلس الانتقالي الجنوبي ترمي إلى تحديث الاتفاق مع ما تسمى الشرعية.
وأضاف أنّ هذه الرغبة في التحديث يركز على تطوير آلية المشاركة في العملية السياسية بقيادة الأمم المتحدة، وتلبية احتياجات المواطنين ورفع المعاناة عن البسطاء.
تصريحات البيض أعادت التأكيد على موقف المجلس الانتقالي من المشاورات الجارية حاليًّا في الرياض، والرؤية التي يضعها في التعامل مع هذا المسار، وتعامله مع مطلب استعادة الدولة كأولوية لا يحيد عنها بأي حال من الأحوال.
حديث "البيض" عن تمسك الانتقالي باتفاق الرياض بما يعني اعتباره مرجعية لمشاورات الرياض يعتبر العنصر الأهم في هذا الحراك السياسي التي يبدو أنّ ما تعرف بالشرعية تحاول تحويله لما تشبه "المعركة السياسية" في محاولة مشبوهة لتهميش الجنوب وتغييب المجلس الانتقالي عن الرؤية السياسية وأطر الحل السياسي.
هذا التمسك يعني أنّ المجلس الانتقالي يواصل المضي قدمًا بخطوات راسخة ومحسوبة للمحافظة أولًا على المكتسبات التي حقّقها لا سيّما من خلال مسار اتفاق الرياض، إلى جانب تفويت الفرصة على ما تسمى بالشرعية الساعية حتى الآن لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء طويلًا.
تصريحات البيض عكست أيضًا رؤية واقعية يتحلى بها المجلس الانتقالي تراعي المشهد القائم على الأرض بشكل جدي وعقلاني، وقد تضمنت تحديد الأولويات التي تسعى القيادة الجنوبية لتحقيقها في الوقت الراهن، والتي يتصدرها وقف حرب الخدمات وتحسين حياة المواطنين وتلبية احتياجاتهم في أسرع وقت ممكن.
هذه الرؤية الشاملة والعاقلة تغلق الباب سريعًا أمام أي محاولات للتشكيك في القيادة الجنوبية سواء عبر ترويج أكاذيب عنها أو تحريف تصريحاتها، وهو الأمر الذي حدث مع البيض "نفسه" عندما سُلِبَت تصريحات له من سياقها الصحيح في محاولة لتأليب الشعب الجنوبي على قيادته عبر التشكيك في الهدف الذي يسعى له المجلس الانتقالي.