مناطق سيطرة الإخوان.. قمع وانتهاكات وعدالة تحت الدهس
تمتد الجرائم الإخوانية من الجنوب إلى اليمن، لتُشكل نموذجًا متكاملًا حول نظام غرس بذور إرهابه ووضع تحقيق أهدافه المشبوهة والخبيثة مقدمة على كل شيء آخر.
التيار الإخواني المهيمن على ما تعرف بالشرعية يمثّل مكونًا مليشياويًّا بامتياز، تربَّح كثيرًا من الحرب القائمة، واستغلّ حالة الوهن المؤسساتية التي صنعها في الأساس في العمل على تحقيق مصالحه.
إحدى أهم الآليات التي اتبعها التيار الإخواني في تحقيق هذه المصالح المشبوهة تمثّلت في نشر النقاط المسلحة، التي وهي عبارة عن نقاط تمركز لعناصر مدججة بالأسلحة وظيفتها هي استفزاز السكان وابتزازهم للعمل على نهب أموالهم، مع تغييب كامل لمنظومة العدالة.
هذه النقاط يعتبر شغلها الشاغل هو العمل على نهب المسافرين والناقلات النفطية وشاحنات الغاز وسيارات البضائع بذرائع مختلفة، مع إشهار سلاح القمع في وجه السكان.
جرائم الإخوان دائمًا ما تثير غضبًا شعبيًّا على صعيد واسع، تجلّى أحدثه في إضراب شهدته منطقة وادي القاضي في مدينة تعز، اليوم الثلاثاء، من قِبل سائقي شاحنات نقل الغاز عن العمل على الطرق الواصلة إلى المدينة.
أصحاب شاحنات نقل الغاز طالبوا عبر إضرابهم، بإيقاف نقاط مليشيا الإخوان الإرهابية عن نهب ومصادرة أسطوانات الغاز المنزلي، من الشاحنات بالقوة.
جرائم الإخوان في المناطق الخاضعة لسيطرتها دائمًا ما تكون ممزوجة بمحاولة ترهيب السكان، إلا أنّ ارتقاء الأمر إلى حد الإضرابات وكذا الاحتجاجات سواء كان ذلك في الجنوب أو في اليمن، يمثّل تهديدًا مباشرًا للأجندة الإخوانية المشبوهة.
فهذا التهديد يتناقض بشكل كبير مع مساعي ما تعرف بالشرعية التي لطالما حاولت أن تفرض سيطرتها على المؤسسات بهدوء لإتاحة الفرصة أمام عناصرها لارتكاب جرائم السطو والنهب والقمع، إلا أنّ رسائل الغضب من ممارساتها دائمًا ما تجعلها قيد التهديد حال بلوغ الأمر حد الانفجار.
وكثيرًا ما أطلقت دعوات للقضاء على جرائم فساد وإرهاب المليشيات الإخوانية، وهو ما ردّت عليه "الأخيرة" بمحاولة ترهيب السكان منعًا لأي حراك غاضب ضدها.
كما أنّ جانبًا رئيسيًّا من مؤامرة الإخوان في هذا الصدد مرتبط بالعمل على دهس منظومة العدالة، فالمجني عليه من جرّاء الجرائم الإخوانية محرومون بشكل رئيسي من إمكانية الحصول على حقوقهم.
فسيطرة المليشيات الإخوانية على المؤسستين القضائية والأمنية أدّى إلى شلل تام في دور المحاكم، وهو ما أفسح المجال أمام تفاقم معدلات الجرائم والانتهاكات على صعيد واسع، في استهداف واضح وصريح للسكان.
دهس منظومة العدالة تمثّل في أوضح صوره، في استهداف القضاة من قبل المليشيات الإخوانية التي وجهت رسائل ترهيب واضحة وصريحة عبر عمليات اختطاف واغتيال واعتداءات على القضاة رؤساء وأعضاء المحاكم والنيابات.