صمت أممي وتقليل أمريكي.. استفزازات حوثية تنذر بإفشال كامل للهدنة الرمضانية
استغلت المليشيات الحوثية الإرهابية، الهدنة المعلنة من قِبل الأمم المتحدة في العمل على التصعيد العسكري بعدما استغلت الأمر في إعادة ترتيب صفوفها على الأرض.
فبعد أعمال عدائية شنّتها المليشيات الحوثية في محافظة الضالع مطلع هذا الأسبوع، أفادت معلومات بأنّ المليشيات حشدت عناصرها بشكل مكثف في محافظة حجة تمهيدًا لمعاودة جرائمها الإرهابية على الأرض.
وتحدثت مصادر ميدانية عن أن المليشيات الحوثية أطلقت في الساعات الماضية، قذائف هاون باتجاه مدينة حرض، ومناطق أخرى من حجة.
في محافظة صنعاء، لم يختلف الأمر كثيرًا إذ كشفت وسائل إعلام تابعة للحوثيين، أنّ المليشيات أجرت تدريبات بالأسلحة الثقيلة والذخيرة الحية في مديرية بلاد الروس.
واستخدمت المليشيات الحوثية في هذه التدريبات العسكرية، مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة بإحدى المناطق الجبلية في المديرية، وتضمنت بشكل رئيسي إطلاق النار بقاذفات آر بي جي و بي10 المضادة للدروع وغيرها من الأسلحة الثقيلة.
وفق لتلك المعلومات، فإنّ العناصر التي شاركت في التدريبات هي تلك التي جنّدتها المليشيات في صفوفها مؤخرًا، كوقود بشري جديد ضمن مسلسل تجنيدها القسري للسكان في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وإذا كانت هذه الممارسات العسكرية الحوثية لا تمثّل مفاجأة بشكل أو بآخر، فقد أثار تعاطي المجتمع الدولي نوعًا من الاستغراب، فحجم الزخم الذي قوبلت به الهدنة الأممية كان يتطلب أن يتم توظيفه في إطار الضغط عسكريًّا على المليشيات الحوثية.
وفيما تجاهلت الأمم المتحدة هذه الخروقات حتى الآن، فقد جاء الموقف الأمريكي على درب مشابه، إتبع سياسة التقليل منها من الأساس، إذ نُسب إلى المبعوث الأمريكي إلى اليمن السفير تيم ليندر كينج، القول إنّ ما يجري على الأرض بمثابة "المناوشات".
هذا التوصيف غير الدقيق لما يجري على الأرض، عندما يُضاف إليه تجاهل الأمم المتحدة للأمر، يعني بوضوح أن المليشيات الحوثية تحصل على إذن بشكل غير مباشر لتتمادى في جرائمها الإرهابية.
إفساح المجال أمام المليشيات الحوثية لتتمادى في أعمالها التصعيدية والاستفزازية يعني أن الهدنة الأممية سيكون مصيرها الفشل، ومن ثم ستكون المليشيات قد أضاعت على الأرجح آخر فرصة لتحقيق السلام وإتاحة الفرصة أمام تسوية سياسية شاملة.