طرشان الزفة..!

محمد العولقي

* كنت ومازلت ضد الانتهازية الإعلامية في تحليل ورصد المفهوم الثوري، حيث يحول الإعلام الرسمي النضال الجنوبي إلى مفهوم عبثي، يدعو بكل صفاقة إلى أن تقع النصال على النصال..

* عندما يغرق الإعلام الرسمي في بركة الانتهازية الحزبية فإنه بذلك يخالف معطيات نقل الصورة إلى بيوت الناس دون تزييف أو تخويف..

* حتى الآن يبتعد الإعلام الرسمي عن دوره الفاعل كناقل للخبر ومحلل له، فالذين يفبركون انتصارات المقاومة الجنوبية وينسبونها لغير مسماها يسرقون الحقيقة ولا يعلمون أيان مجراها ومرساها..
* لا يستطيع الإعلام الرسمي ذر الرماد في عيون الشعب الجنوبي، ولا تستطيع قنوات الحكومة بخس الجنوبيين حقهم، فالعالم كله اليوم يدرك تماما أن الجنوبيين هم من يتصدون لمشروع إيران في الشرق الأوسط، ولا يمكن لأي منافق مهما بلغت مواهبه أن يخفي عين شمس الجنوب بمنخل المفهوم الثوري الانتهازي..

* ولأول ضارب على طبل المزايدة أقول إن الجنوبيين يحملون على عاتقهم ضرورة حماية المنطقة من الأطماع الفارسية الهوى، وهم كلهم خلف الرئيس الشرعي (عبدربه منصور هادي) كمناضل جارت عليه القوى القبلية الشمالية، وخلفه ثانيا كثائر عربي صاحب قضية قومية تستدعي تأجيل إعادة تشكيل اليمن الذي تتجاذبه النعرات القبلية والطائفية سيئة الصيت..

* من واجب الإعلام الرسمي أن يكون صادقا مع الناس ومع قضية الجنوبيين العادلة، ومن واجبه أن يسمي الأمور بمسمياتها دون العبث بمشاعر أبطال المقاومة الجنوبية..
* من واجب الإعلام الرسمي الابتعاد عن التطبيل لوزراء فاشلين وفاسدين، من واجبه أن يضع مصداقية الطرح نصب عينيه، فمن العيب أن يطالب بثورة تغيير ثم يفشل في إدارة التدبير، حيث يمارس مع الواقع قمعا وتدميرا..
* من يتابع القنوات الرسمية والخطاب الإعلامي الرسمي يستغرب هذه (التناحة) في تمجيد النفاق والكذب والهروب من سفينة الواقع إلى مركب الدجل الفاقع، تمجيد كل ما هو قبيح و نسف كل ما هو مليح..
* لو كان في بلادنا هيئة وطنية لمكافحة الكذب ومجلس أعلى لمطاردة النفاق لما مارس الإعلام الرسمي كل هذا التضليل والخداع..

* الحرب في اليمن تهدف إلى استئصال الشجرة الفارسية الخبيثة من المنطقة العربية، لكن الذين يتصدون للمعركة ويقودونها كوقود مع التحالف هم الجنوبيون، أما الشماليون فقد تخاذلوا واستكانوا، في حين اكتفت قبائل طوق صنعاء من الغنيمة ببيع زعيمها والاكتفاء من برد كانون بالانتفاض..
* وحتى لا نضع بيض الشماليين في سلة واحدة، و نتتبّع أثر الإعلام الرسمي الغارق في الانتهازية، تبقى المقاومة التهامية استثناء حميدا، وحالة نادرة يحفظ للشماليين المتقاعسين عن أداء الواجب قليلا من ماء الوجه، رغم أن الثوابت العلمية علمتنا أن النادر لا حكم له..

* إنني أتفهم أن تدجِّن الحكومة وسائل إعلام غير رسمية، ولكن أن يتم تدجين وسائل إعلام رسمية تسبِّح بحمد حزب بعينه خارج نطاق رؤية الإجماع الوطني فتلك مصيبة رسمية، تستوجب على وزير الإعلام الأخ (معمر الإرياني) التصدي لتلك الانتهازية التي تمسح بقيم المهنة عرض حائط المبكى الشرعي..
* لا شك أن فخامة الرئيس (عبدربه منصور هادي) يعي تماما أن نفس (الخراطين) الإعلاميين الرسميين هم من كانوا يمجِّدون نظام (عفاش)، وهم ذاتهم اليوم الذين غيروا (البوصلة) نحو (هادي)، وهم ذاتهم من سينتقلون إلى مربع آخر، يتلونون مع كل مرحلة، وإخلاصهم للجيب والزامل الحزبي وليس للوطن ومستقبله..

* عيوب الإعلام الرسمي واضحة للعيان، ولا تحتاج إلى عدسات لرصدها، فمن يشرفون على الآلة الإعلامية الرسمية جنس (نمرود) يعتنقون خطابا إعلاميا مضللا، ولسان حالهم: لا أفتش مغطى ولا غطي على مفتوش..
* لو أن الإعلام الرسمي يثق في الجنوبيين ويبادلهم الوفاء والتضحيات الجسيمة لكانت الآن إذاعة (عدن) تملأ سماء اليمن واقعية بدلا من إذاعة (طارق عفاش) التي ولدت بين يوم وليلة لغرض في نفس مخرج الغرائب والعجائب..!​

*عن "الأيام".


مقالات الكاتب