بلا رحمة !
نصر زيد
لدينا العديد من المنشئات الطبية ، منها حكومية وخاصة (مستشفيات ,مستوصفات ,عيادات ,مراكز مختبرات ,أشعة مقطعية وعادية ، وصيدليات) البعض منها يعامل المريض بإنسانية ، والأكثرية منهم لا يبالي بالمريض!, حيث اتخذ البعض مهنة الطب الإنسانية كتجارة مربحة للدخل تبدأ عندما يقرر الأطباء بضرورة إجراء عملية للمريض وإلزامه بعمل الكثير من الفحوصات الطبية قبل وبعد العملية ثم (التمديد) واستنزافه بشكل يومي بشراء وصفات دوائية باهظة الثمن ؛ لتصل كلفة علاج المريض إلى أعلى سقف مالي لها دون مراعاة للظروف المالية الصعبة لأغلبية المرضى , بل أن أكثرية الأطباء ينصح بضرورة إجراء العمليات في مستشفيات معينة بحجة أن لديهم أجهزة ومعدات طبية حديثة ، والأصح هو حصوله على نسبة عالية لحصته فيها ، وبالنسبة لبعض المرضى الميسورين فيمكنهم تحمل كل الأعباء والتكاليف المالية للعلاج ، أما المرضى الفقراء وأهاليهم فإن مريضهم يموت وهم يتابعون أهل الخير لإعانتهم وإذا توكلوا على الله وقرروا الدخول في هذا الماراثون فعليهم تجهيز كل مدخراتهم ومقتنياتهم لعرضها للبيع لمواكبة كل المتطلبات! ، ودليلنا على أن مهنة الطب الإنسانية انحرفت وتحولت إلى (تجارة) هو الكم الهائل من المنشئات الطبية المتنوعة والمنتشرة في كل مكان ، حيث أن كل من تخرج من كليات الطب بتخصص أو عام ولديه القدرة المالية يشرع بفتح (محل) للتجارة الطبية ويطلب الترويج له والتلميع من قبل سماسرة النشر والدعاية الإعلامية بأنه طبيب ناجح ولديه خبرة طويلة وقد قام بعلاج مرضى كثر وشفاهم !.
كما لا يفوتنا ذكر نوع آخر من الطرق والأساليب التي يتبعها بعض الأطباء من باب التنويع لمواردهم المالية ، ألا وهي حث المريض على شراء الدواء من صيدليات معينة اتفق معها مسبقاً بأن له نسبة من قيمة الأدوية التي تباع للمريض بحسب وصفاته الطبية للمرضى المحالين إليهم ثم تتطور حالة الجشع وحب المال وينتقل إلى مرحلة أعلى وأكثر كسباً للمال وهي فتح صيدليات في عيادتهم.
والمراقب للوضع العام للجانب الصحي يستنتج بأن الكثير من المرضى الذين تعالجوا بتلك المنشآت الطبية المحلية لم يتماثلوا للشفاء ومن توفرت لديه القدرة المادية وغادر لغرض العلاج في الخارج أول صدمة يتلاقها من مستشفيات الخارج الرمي في الزبالة ، كل ما لديك من تقارير علاج تمت في اليمن خاصة بعدما اتضح أن أكثر الحالات تم تشخصيها خطأً وأن حالته ازدادت سوءاً نتيجة تناوله للأدوية القوية الخاطئة في الوصفات الطبية لعلاجه في اليمن!.
وخلاصة القول .. إن الكثير من أطبائنا الموقرين قد حنثوا بالقسم الذي قطعوه على أنفسهم أثناء التخرج واتخذوا مهنة الطب الإنسانية كتجارة ووسيلة للتكسب والربح السريع ؛ حيث أن البعض منهم يعرف ويعلم بأن بعض الأدوية التي يتم تداولها في الصيدليات وأدخلت إلى البلد عبر بعض الوكلاء تم التلاعب في إنتاجها ؛ حيث يتم الطلب من الشركات المصنعة في السوق السوداء لبعض البلدان بخفض نسب بعض عناصرها ذات الكلفة العالية والداخلة في تركيب الدواء دون الأخذ في الاعتبار لأي نتائج أو مضاعفات على المرضى ؛ بل أن بعضهم يبيعها في صيدليات عياداتهم! ، ومن هنا أقول : إن (بعض) الأطباء (سماسرة طب بلا رحمة )..