خروقات الحوثي وتحركات الإرهاب تثير مخاوف الجنوبيين.. ما الغرض من الهدنة؟
تصر المليشيات الحوثية الإرهابية، على إشعال فتيل مواجهة واسعة النطاق مع القوات المسلحة الجنوبية، وذلك من خلال تمادٍ ملحوظ في عملياتها الإرهابية وإحداث المزيد من الخروقات للهدنة الأممية، التي تنتظرها أسبوعان على موعد نهايتها المفترض.
القوات المسلحة الجنوبية وثقت ارتكاب المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران، 634 خرقًا للهدنة الأممية شمالي محافظة الضالع.
وخلال شهر مايو فقط، ارتكبت المليشيات الحوثية 154 خرقًا للهدنة، تركزت معظمها في قطاعات بتار والثوخب وكذلك قطاعات صبيرة-الجب والفاخر وباب غلق ومريس، عبر عمليات هجومية شملت قصف متفرق بمقذوفات الطائرات المسيرة والهاونات متعددة العيارات ومدفعية 23 وأسلحة أخرى متوسطة غالبتها عيارات 14.5ملم و 12.7ملم.
الخروقات الحوثية تعني أن الهدنة الأممية لم تغير من فلسفة المليشيات التي تقوم على استهداف الجنوب وشن حرب غاشمة على شعبه، في استهداف واضح لقضية شعب الجنوب، باعتبار أنّ ضرب أمن الجنوب أشبه بزرع المفخخات أمام تمكينه من تحقيق الاستقرار الذي يتيح له تحقيق المزيد من المكاسب السياسية.
وفيما تبذل القوات المسلحة الجنوبية كل الجهود الممكنة إزاء المحافظة على أمن في أرجاء الجنوب، فإنّ المرحلة المقبلة يُتوقع لها أن تشهد مزيدًا من الزخم في حجم المواجهات، باعتبار أنّ تكثيف وتيرة الإرهاب في الجنوب ليس هدفًا حوثيًّا وحسب، لكنه يتقاطع مع مصالح تنظيم الإخوان الساعي بكل الصور الممكنة لأن يكون الجنوب مسرحًا لفوضى أمنية شاملة.
فغاية حزب الإصلاح هي إحداث حالة من الفوضى الشامة تضرب الجنوب بغية إرهاق قواته المسلحة في مواجهة عسكرية مفتوحة، تتضمن استنزافه لرجاله من جانب، مع ضمان عدم انتقال وتيرة المعارك ضد المليشيات الحوثية، الأمر الذي من شأنه أن يضرب الأجندة الإخوانية في مقتل.
التطورات العسكرية الأخيرة أثارت تخوفات كبيرة في الجنوب، من أن تكون الهدنة الأممية بمثابة إعادة ترتيب الأوراق لكل الفصائل المعادية للجنوب، بالنظر إلى حجم التحركات الميدانية التي أظهرت تفاقم وتيرة نشاط الإرهاب في الجنوب بشكل مروع للغاية.
لم يقتصر هذا المشهد على محافظة الضالع، محل الحديث عن الخروقات الحوثية، لكن الأمر اشتمل أيضًا على نشاط ملحوظ لوتيرة الإرهاب في شبوة وأبين وكذا تهديد العاصمة عدن، بما عكس أن حربًا شاملة يتعرض لها الجنوب تستهدف أمنه ومسار قضية شعبه بشكل كامل، وكذا السطو على ثرواته ومقدراته.