ازدواجية التعامل مع الملف الأمني.. تلميع لفوضى الإخوان واستهداف للجنوب
حالة من الازدواجية يتم التعامل معها مع الأحداث الأمنية، وذلك حسب الموقع الذي تقع فيه، بين محاولة تضخيم الأوضاع في الجنوب، مقابل تجاهل متعمد لما ترتكبه المليشيات الإخوانية من جرائم على الأرض.
فمع كل حادث أمني يشهده الجنوب بما ذلك ما يتعلق بالشق الجنائي، يصوب الإعلام الإخواني تركيزه على ذلك ويروج مزاعم عن تردٍ في الأوضاع الأمنية بالجنوب، وذلك خلافًا لما يعيشه الجنوب من استقرار تحت قيادة المجلس الانتقالي، وهو استقرار تدعمه جهود مكثفة من قِبل الأجهزة الأمنية لمواجهة كل صور الجريمة وفرض دولة القانون.
على النقيض، يتبع الإعلام الإخواني (اليمني) حالة من التجاهل المتعمدة إزاء الجرائم التي تقع في اليمن، بما في ذلك قطعًا الجرائم التي ترتكبها المليشيات الإخوانية بنفسها.
حدث ذلك مثلًا مع الجريمة الغادرة التي ارتكبتها المليشيات الإخوانية في مديرية المعافر بمحافظة تعز، أين قُتل شخصٌ على يد أفراد ما تعرف بالشرطة العسكرية التابعة لمليشيا الإخوان الإرهابية.
وقتل شخص يدعى برهان القاسمي في منطقة الخيامي بالمديرية، في هجوم للعناصر الإخوانية، علمًا بأن المجني عليه كان "أعزل".
جرائم من نوع آخر ارتكبتها المليشيات الإخوانية قوبلت بحالة من التجاهل، وهي فرض إتاوات من قِبل أفراد محور تعز الخاضع لسيطرة مليشيا الإخوان الإرهابية.
وقد شهدت منطقة الصافية في مديرية الشمايتين بمحافظة تعز، اليوم الأحد، وقفة شعبية احتجاجية على جرائم البلطجة لأفراد المحور الإخواني، ندّد خلال المتظاهرون بمحاولة المليشيات الإخوانية فرض إتاوات على البائعين وتجار القات.
التجاهل المتعمد للجرائم الإخوانية أمر يُفهم في سياق محاولة تلميع صورة حزب الإصلاح، ومحاولة ترويج أكذوبة الاستقرار الأمني في المناطق التي يسيطر عليها، وذلك على الرغم من أنّ سيطرته على تلك المناطق هي في الأساس نابعة من صناعته للفوضى الأمنية.
في المقابل، فإنّ محاولة النيل من الجنوب عبر شائعات ومزاعم الفوضى الأمنية، هو جزءٌ من الحرب الشاملة التي يتعرض لها الوطن والتي تقوم في أحد أبعادها على محاولة إظهار الجنوب أنه غير مستقر أمنيا.
وأحد مخاطر هذه الحرب أنها محاولة مستمرة من قِبل تنظيم الإخوان لإيجاد وسيلة لاختراق الجنوب وإيجاد ذريعة لنقل المعركة على أراضيه بحجة هذه الفوضى المزعومة.