توكل كرمان .. ترس في ماكينة الانتهازية الإخوانية
سقطت المنطقة العربية في فخ ما يسمى بحروب الجيل الرابع، بعد إطلاق مجموعة من الرموز الزائفة والشخصيات الانتهازية والتي منحت جوائز دولية من أجل نشر أفكار وخطط شيطانية لقصف العقول العربية من المحيط إلى الخليج، واتضح هذا جلياً بعد الدور المشبوه الذي تقوم به الإخوانية توكل كرمان في اليمن.
وفى ظل الحرب الضروس التى يتعرض لها اليمن على يد ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران والمنقلبة على الشرعية، ظهرت من جديد توكل كرمان لتسويغ مشروعات الفوضى والحروب تحت المسميات الكاذبة من الديموقراطية والحرية إلى حقوق الإنسان، وبتمويل من دول وقوى خارجية ُدفع ثمنها مقدماً من دم الشعب.
وتستخدم تلك الدول الخارجية وعلى رأسها قطر، توكل كرمان كدمى تحركها كيفما تشاء وقتما تشاء، فهى تدافع عن كل دعاة الحرب، فهى تهاجم الحوثيين في العلن، وتدعمهم في الخفاء وتعتبر من بين أبرز دعاة التقسيم في بلادها بدعوى الثورة.
من هي توكل كرمان؟
بدأت كرمان حياتها كصحفية يمنية منتقبة، تناضل من أجل نشر الفكر الإسلامي المتشدد في أنحاء اليمن، حتى خاضت نضالاً من أجل تحرر المرأة اليمنية بعد خلعها للنقاب، إلى أن نصبت سهامها في القفز على ثورة الشباب في فبراير 2011.
توكل كرمان، والمشكوك في أمر حصولها على جائزة نوبل للسلام، بعد ظهور تقارير تشير إلى تقديم قطر رشوة للمسؤولين فى جوائز نوبل لمنحها هذه الجائزة، هى عضو مجلس شورى حزب الإصلاح الإخواني، ناشطة انتهازية صعدت من خلال منظمة صحفيات بلا قيود وتاجرت بقضية مهجري الجعاشن ثم تخلت عنهم لاحقا.
وذكرت تقارير إعلامية قيام قطر بشراء جائزة نوبل للسلام التي جعلتها تخلت عن رفقاء الدرب وهربت للعيش بين اسطنبول وواشنطن والدوحة.
لدى كرمان حساب في بنك قطر الوطني يحمل رقم 234442220001، أظهرت بيانات حسابها البنكي أن الحساب حتى نهاية 2015 كان به مبلغ 3570 ريال قطري بحسب تقارير إعلامية.
وبتتبع معاملات الحساب تتكشف تحويلات لحسابات يمنية تابعة لمنظمات إخوانية متورطة في دعم وتمويل أنشطة القاعدة مثل مؤسسة "رحمة" الخيرية وكذلك مؤسسة "توكل كرمان" الخيرية عبر شركة "العمقي" للصرافة التي فرضت عليها عقوبات دولية لتورطها في دعم وتمويل الإرهاب وتنظيم القاعدة في اليمن.
أداة للنظام القطري
أفعال كرمان المشبوهة اضطرت والدها عبدالسلام كرمان إلى الاعتذار أمام مجلس الشورى اليمني بسبب تمردها وبذءاتها المتواصلة ووصفها بالبنت العاقة، لا سيما بعد فضح ارتباطها بالنظام القطري حيث كانت إحدى أدواته لتأجيج الشارع اليمني في 2011".
وبحسب تقارير إعلامية تدير كرمان توكل خلية إسطنبول الإخوانية اليمنية وتقود فريق التقريب بين الإخوان والحوثيين بتمويل قطري مباشر وتنسيق تركي وتتلقى موازنة تشغيلية لقناة بلقيس المملوكة لها بقيمة 300 ألف دولار شهرياً، إضافة إلى مبالغ أخرى بهدف إطلاق حملات إعلامية مشبوهة وكاذبة هدفها الطعن في التحالف العربي وخصوصا الإمارات.
أدوار مشبوهة
وتلعب الدوحة، دور مشبوه في تعز من خلال تمويل التظاهرات التي يقوم بها حزب الإصلاح الذارع السياسية لجماعة الإخوان باليمن بحجة رفض مشاركة طارق صالح وقوات (حراس الجمهورية) في العمليات العسكرية ضد مليشيا الحوثي الإيرنية، بالتزامن مع لعب " كرمان " دور المطالبة بالتصالح مع تلك المليشيا، والوقوف ضد التحالف العربي.
ويهدف المخطط القطري إلى إفشال عملية تحرير بقية أجزاء محافظة تعز من الحوثيين، بسبب عرقلة قوات حزب الإصلاح الإخواني لتحركات قوات التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية لاستعادة الشرعية التي انقلبت عليها ميليشيا الحوثي عام 2014.
وتستخدم كرمان التقارير والأحداث، لمهاجمة التحالف العربي والقوات الجنوبية، وهما الجهتان اللتان اثبتتا قدرتهم على هزيمة الميليشيات الإرهابية واعتقال المئات منها.
خطاب الكراهية
والغريب أن كرمان لم تذكر يوماً، أي من الجرائم الجماعية، والمجازر التي ارتكبتها مليشيات الحوثي خلال الحرب، اذ تم إبادة اسر بكاملها، وقصف قوارب عليها نازحون مدنيين في التواهي، وارتكاب مجازر في دار سعد والمعلا وخور مكسر.
ولعل التفسير المنطقي لكراهية توكل للتحالف العربي وخاصة دولة الإمارات هو بسبب النتائج المذهلة التي حققتها الإمارات سياسيا، عسكرياً ، أمنيا وإغاثيا، فضلاً عن إحباط المشروع الخبيث لحزب الإصلاح والذي من خلاله اعتقد إخوان اليمن أنهم سيجهزون على الحوثيين وتسليم السلطة على طبق من ذهب لحزب الإصلاح لكن دائما ما تأتي الرياح بما لا تشتهى السفن.
لذلك يستغل حزب الإصلاح الآن انشغال التحالف بمعركة تحرير الحديدة في إرباك جهود التحالف العربي العسكرية والإنسانية في تعز وعدد من المحافظات المحررة، عبر خلاياه بهدف إفشال عملية تحرير بقية أجزاء محافظة تعز من مليشيات الحوثيين.
أصوات مأجورة
وهذا ما دعا محافظ تعز للحديث عن أن هناك بعض الأصوات المأجورة تحاول شق الصف في تعز، قائلاً لأبناء تعز: " إننا الآن في خندق واحد، ومعركة واحدة ومصير مشترك مع إخوتنا في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية " .
وأفاد بأن هناك ما وصفه بالـ " طابور الخامس " الذي يعمل ضد تعز، ويقوم بمهمة إشعال الحرائق والفتن و الدعوة للتظاهرات والدعايات والبيانات الكاذبة، لتبقى تعز رهينة للحصار والقتل والتجويع، مؤكداً أن كل ما يقوم به هؤلاء يصب في مصلحة المليشيا الكهنوتية السلالية.
وأكد المحافظ أن تحرير تعز واليمن قاطبة لن يكون بالإساءة وتوجيه الاتهامات الزائفة لحلفائنا الذين هبوا لنصرتنا، ولم يبخلوا بأموالهم ودمائهم في سبيل ذلك، بل في تعزيز قيم الشراكة فيما بيننا وحلفائنا.
انتصارات التحالف
وميدانياً حققت القوات المشتركة المدعومة من التحالف العربي انتصارات هذا الأسبوع حيث سيطرت على مواقع استراتيجية من قبضة المليشيات الحوثية الموالية لإيران في عدة جبهات في عمليات عسكرية نوعية ومباغتة دمرت تحصينات ودفاعات الميليشيات وأربكت صفوفها.
ومنذ 13 يونيو/حزيران الماضي، تنفذ قوات المقاومة الوطنية، والمقاومة التهامية، وقوات العمالقة، بإسناد من التحالف العربي، عملية عسكرية لتحرير الحديدة، ومينائها الإستراتيجي على البحر الأحمر من مسلحي الحوثيين، وسيطرت خلالها على المطار.
وتھدف عملية تحرير الميناء إلى إيقاف عمليات تھريب الأسلحة كما ستضمن العملية أمن حركة الملاحة البحرية، بعد أن استغلت الميليشيات الميناء لاستھداف حركة الملاحة الدولية أكثر من مرة.
ويشكل تحرير ميناء الحديدة أداة مھمة لإعادة العملية السلمية إلى مسارھا، والخروج من حالة الجمود التي تلف التسوية التفاوضية نتيجة تعنت الحوثيين، كون الميناء يمثل لھم شرياناً رئيسياً لتھريب الأسلحة الإيرانية إلى اليمن، بالإضافة إلى استيلائھم كحركة وكأفراد على إيرادات الميناء.
والأسبوع الماضي، أجرى المبعوث الأممي محادثات مع الحوثيين في صنعاء، في مسعى إلى تحقيق انفراجة في الصراع المستمر منذ أكثر من 3 أعوام، وأودى بحياة حوالي 10 آلاف شخص، وفجَّر أشد الأزمات الإنسانية إلحاحًا في العالم.
* رأي المشهد العربي - خاص