شهادات بضلوع قيادات إصلاحية في الإيقاع بالعقيد القردعي

الجمعة 6 يوليو 2018 12:23:18
testus -US
متابعات

تتوالى الأحداث والوقائع التي تؤكد الشكوك حيال التنسيق بين حزب الإصلاح ومليشيا الحوثي عسكرياً في عدد من الجبهات التي يهيمن عليها جناح الإصلاح، ومنها جبهة قانية بمحافظة البيضاء وسط اليمن.
وقد شابت عملية إنشاء قوة عسكرية نظامية في جبهة قانية، عملية فساد ممنهجة تتعلق بعدد القوة الفعلية الموجودة في الميدان، حيث تكتظ كشوف رواتب الألوية المشكّلة، لاسيما اللواء 117، بأعداد مهولة من الأسماء الوهمية.
وأثرت هذه الإجراءات على مجريات العمليات العسكرية في الجبهة التي سقط فيها شهداء وجرحى مدنيون وعسكريون.
وقد برز التنسيق بين الطرفين مطلع الشهر الجاري، حيث أكد مصدر قبلي تورط قيادات موالية للإصلاح في عملية "تواطؤ بحق أحد قادة الجيش غير الموالين للحزب في جبهة قانية".
وقال المصدر إنه "تم استدراج العقيد طالب القردعي إلى إحدى نقاط الحوثيين الواقعة على خط التماس، فتمت محاصرة الطقم الذي يقله مع الأفراد الذين كانوا برفقته من قبل المليشيا، ووقع القردعي في الأسر مع اثنين من مرافقيه".
وبيّن المصدر، أن العقيد طالب القردعي عبر على متن طقمه من آخر نقطة أفرادها من قوات الجيش الموالين للإصلاح في منطقة اليسبل، ولم يحذروه أنه ذاهب إلى نقطة الحوثيين الواقعة على خطوط التماس، ولم يرافقوه أيضاً مع أنهم في العادة يرافقون أي قيادي ويعلِمونه بالمناطق الخطرة وأماكن تواجد الحوثيين.
وأضاف، أن العقيد القردعي وصل أول نقطة حوثية "عندهم علم مسبق بقدومه" وقد رفعوا عليها علم الجمهورية اليمنية وأخفوا شعارهم، فقالوا له: تفضل يا شيخ طالب، وعندما وصل النقطة الثانية فوجئ بكمين محكم وتمت محاصرته. مشيراً إلى أن أفراداً من أبناء قبيلته (القرادعة) علموا بمحاصرته، فأبلغوا قيادات الجيش الموالية للإصلاح في قانية، فلم يحركوا ساكناً، ولم يهتموا لأمره.
من جانبه اتهم "تكتل أحرار الوطن" حزب الإصلاح في ما حصل في جبهة قانية، وحمّله كامل المسؤولية، مطالباً في بيان صادر عنه الأربعاء بـ"بتحقيق شفاف"، كما طالب الرئيس هادي "إرسال لجنة تتصف بالنزاهة والمصداقية لتقصي الحقائق بإشراف مباشر من التحالف العربي".
وقال التكتل، إن "جبهة قانية مثال بسيط على الخيانات العظمى وإهدار الأرواح واستنزاف المقدرات بدون إنجاز يذكر أو إحراز تقدم ميداني".

جبهة متاجرة
وقد كان لحادثة الإيقاع بالعقيد القردعي تداعيات على مستوى قيادات الجبهة وارتباطات القبائل المنضوي أبناؤها في المقاومة الشعبية، فبقية جبهات البيضاء تحقق نتائج ملموسة على الأرض، حيث تم مؤخراً تحرير عقبة القنذع ثم تحرير ما تبقى من مديرية نعمان ووصول الجيش الوطني إلى منطقة فضحة حدث كبير وتقدم غير مسبوق في محافظة البيضاء.
في المقابل لم يحدث أي تقدم في جبهة قانية، بل على العكس، فطوال الأشهر الثلاثة الأخيرة لا يمر يوم إلا ويحدث هجوم حوثي أو عملية تسلل أسفرت عن استشهاد عدد كبير من أبطال الجيش والمقاومة الوطنية الشرفاء.
في هذا السياق قال أحد أفراد المقاومة الشعبية، إن "قانية ليست باباً للتحرير وإنما باب للمتاجرة والنهب والسلب والخراب"، مضيفاً أن الضغط الشعبي والتناولات الإعلامية أجبر قيادة الجيش الأسبوع الماضي على إيلاء اللواء 159 مهام قيادة الجبهة بدلاً عن اللواء 117 الذي تلاحقه الاتهامات منذ فتح الجبهة وحتى اليوم، ما حدا بمنتسبين للواء 117 من ارتكاب جريمة التواطؤ للفت الأنظار إلى ما يشبه "فشل اللواء 159 بقيادة سيف الشدادي" المعين حديثاً.
وقال: "اليسري قائد جبهة قانية والأصبحي قائد اللواء 117 سمعا الاشتباكات التي استمرت ثلاث ساعات ويعلمان أن الفندم طالب في موقع إطلاق النار في اليسبل ومع ذلك لم يحركا ساكناً".
مصدر قبلي آخر قال لـ"نيوزيمن"، إن طالب ناجي القردعي رئيس الجالية اليمنية بنيويورك سابقاً ينتقد فساد الإخوان المسلمين بقوة، لذلك حدث له ومن معه ما حدث في قانية".
وأضاف: "الحوثيون يدَّعون محاربة حزب الإصلاح، ولكن ما أقدمت عليه قوات موالية للإصلاح اليوم يثبت العكس، فقد كانوا سوف يقدمون أكبر خدمة لحزب الإصلاح في مأرب بمحاولة تصفية طالب القردعي".
وتابع، "أخذ العقيد القردعي من قانية بتلك الطريقة يدل أن هناك تنسيقاً بين قيادات الإخوان والحوثيين. ويدل على أن قانية ليست محررة كما يدعي إعلام الإصلاح الذي يقود الموالون له تلك الجبهة".
وقال: "ما حدث للشيخ طالب القردعي يثبت أن لا أمان للإخوان المسلمين" وأنهم (الإصلاحيون) "مستعدون لبيع أي شخص لا يمشي مع مشاريعهم حتى ولو يقاتل معهم؛ أما من ينتقدهم فهو عدو لهم وسيتخلصون منه في أقرب فرصة سواء بطريقة مباشرة أو كما حدث للشيخ طالب القردعي الذي كان من أكثر مشايخ المنطقة تحذيراً للناس من مشاريع الإصلاح الخبيثة في المنطقة".
وحادثة العقيد القردعي ليست الحادثة الأولى التي تكشف العلاقة بين الإصلاح والحوثيين، حيث أكدت مصادر ميدانية مطلع يونيو الماضي وجود اتفاق غير معلن بين قيادات إصلاحية وحوثية رعته دولة قطر يقضي بتجميد الجبهات التي يتواجد فيها مقاتلون تابعون للإصلاح لتمكين الحوثيين من حشد قواتهم في جبهة الساحل الغربي لإعاقة أي انتصارات قد تحققها القوات المشتركة بما فيها قوات المقاومة الوطنية التي يقودها العميد طارق صالح، باعتباره خصماً مشتركاً للطرفين.
وتأكيداً لهذا الاتفاق، باشر الحوثيون بسحب قواتهم وذخائرهم من جبال الخليقة في قانية شرق محافظة البيضاء التي كانت تخضع لحصار محكم من جميع الجهات من قبل قوات اللواء 117 الموالي للإخوان المسلمين والاتجاه بها إلى جبهة الساحل الغربي.
وتوقع المصدر، حينها، أنه إذا استمرت وحدات عسكرية محسوبة على الإصلاح في جبهة قانية، فلا يستبعد تسليم مواقع استراتيجية أخرى للحوثيين خلال شهر يونيو مع قتال شكلي للتمويه فقط وليوهموا الناس أن هناك حرباً حقيقية. وهذا ما حدث بالفعل.