دكتور اختصاصي: جلسات الكيماوي في تعز تحت القصف والرصاص

السبت 7 يوليو 2018 08:57:33
testus -US

أكد الدكتور أحمد محمد سعيد، اختصاصي أورام الدم والغدد الليمفاوية بمركز الأمل لعلاج الأورام التابع للمؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان في تعز، على معاناة المرضى الذين واجهوا الخطر والموت للوصول إلى المركز وسط القذائف وأزيز الرصاص وخاطروا بأرواحهم من أجل استكمال جرعات العلاج الكيماوي والإشعاعي، التي تكاد تنفذ، فالمركز يعاني ضعف الموارد المالية، وصعوبة توافر الأدوية المطلوبة لحالات السرطان المختلفة وخاصة المحاليل الكيماوية، بسبب الحرب التي تسببت في صعوبة دخول هذه الأدوية، كما كان للحرب آثارها السلبية على توافر الكادر الطبي والتمريض بسبب الأحوال الأمنية السيئة.

وأضاف في تصريحات أوردتها يومية "الاتحاد" الإماراتية أن المرضى يواجهون معاناة غير طبيعية لتلقي جرعة العلاج الكيماوي في موعدها، فقد تعرضت حالات كثيرة في مرحلة الشفاء إلى انتكاسة بسبب عدم قدرتهم على إجراء المتابعة الإجرائية والوقائية، وعدم توافر احتياجاتهم الدوائية، ليعودوا مرة أخرى فريسة للمرض الخبيث، وفقد بعضهم حياته بسبب صعوبة الوصول إلى المركز نظراً للوضع الأمني الخطر في محيط المركز، وارتفاع تكلفة المواصلات، وبالنسبة للأطباء لا نزال نعمل بالإمكانات المتاحة رغم قلتها لإنقاذ الآلاف من السرطان، ونحاول جاهدين توفير الخدمة التشخيصية من معاينة وفحوص وأجهزة متنوعة وما نستطيع توفيره من أدوية.

ويقول الدكتور علي هزبر - المدير الفني لمركز الأمل لعلاج الأورام بتعز - إن المركز يقدم الخدمات الداخلية في أقسام الرقود والعلاج الكيماوي والمختبر والأنسجة والعيادات التشخيصية وغيرها من الخدمات الداخلية ذات الأهمية القصوى، ويحتاج مبنى مركز الأمل لعلاج الأورام بتعز إلى تبني حقيقي من قبل الجهات المعنية والفاعلة لترميمه وإعادته للعمل، فقد عانى المرضى والأطباء من سنوات قاسية رأينا فيها جميعاً الدمار ونهب الأثاث الطبي والأجهزة التشخيصية، واستهداف الميليشيات الانقلابية المبنى بالقذائف وتحويله إلى نقطة صراع، كل هذه الانتهاكات تركت آثارها السلبية على الخدمة الطبية لـ 6500 مريض يواجهون معاناة الحرب والألم.

وأضاف أن هذا ما يجعنا أمام احتياجات عاجلة وطارئة تتمثل في إعادة ترميم وتأهيل مبناه وتجهيز أقسامه بالمعدات والأثاث الطبي والأجهزة التشخيصية وتوفير كمية كافية من الأدوية الكيماوية والمحاليل والمستلزمات الطبية، ودعم مشاريع تضمن استمرار الخدمات الخارجية على مستوى الأجهزة التشخيصية والمصروفات التشغيلية من إيجارات ووقود وكهرباء ومياه ومكافآت الكادر الذي يعمل ليل نهار من أجل تخفيف معاناة ما يزيد على 6500 مصاب في المركز.

مختار أحمد سعيد - مدير المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان بالمحافظة أكد أن الأرقام المالية لدى المؤسسة مقابل تزايد حالات الإصابة تنذر بكارثة وشيكة تهدد أكثر من 6500 مصاب بالسرطان، وهذا الرقم في تزايد يومي وهو ما يجعلنا أمام احتياجات عاجلة أبرزها الحصول على دعم ثابت يغطي ميزانيتنا التشغيلية واحتياجاتنا الدوائية الطارئة والتي يحتاجها مريض السرطان بشكل يومي في ظل التردد المتزايد للحالات التي تصل إلى 120 حالة يومياً، ولدينا مشاريع خاصة بذلك متاحة ومتوفرة لمن أراد أن يساندنا ويدعمنا في التخفيف من آلام مرضى السرطان في أكبر محافظات اليمن كثافة سكانية.

وأكد أن منذ أبريل 2015 توفي ما يقرب من ألف مصاب، منها 643 حالة وفاة في 2015 وحدها، وهو عدد كارثي لم يشهده المركز في تاريخه، خاصة أن المركز هو ثاني أكبر مركز لعلاج السرطان في اليمن، والمركز الوحيد في أكثر المحافظات إصابة بالمرض الخبيث بنسبة 14% من بين محافظات اليمن وأكثرها سكاناً بنسبة تتجاوز 12%، ويستقبل مركز الأمل مصابيه من مديريات تعز المختلفة، ومن محافظات أخرى مجاورة مثل إب والحديدة والضالع ولحج، ويقدم لهم خدماته بصورة مجانية رغم الإمكانات الشحيحة وتزايد عدد المصابين الجدد، فخلال 2017 استقبل المركز 579 حالة جديدة، بالإضافة إلى 150 حالة جديدة في الربع الأول من عام 2018، وهو ما يزيد من مخاطر هذا المرض الذي يفتك بضحاياه ويفاقم معاناتهم الصحية والنفسية، كما تمتد آثاره على نفسية الأسرة وظروفها المادية خاصة في أوضاع صعبة مثل التي يعيشها اليمنيون الذين يواجهون حرباً قاسية يتطلعون للانتصار فيها بدعم قوات التحالف العربي.

وبحسب أرقام رسمية لدائرة الإحصاء بالمؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان بتعز في عام 2013 فإن عدد المصابين بالمرض في تعز فقط بلغ 1813 حالة، موزعة بحسب الفئات العمرية على كبار السن بنسبة 56%، والبالغين 32%، وصغار السن 12%.
وبحسب الإحصائيات فإن الذكور من الأمراض يمثلون 58%، والإناث 42%.

كما تشير الأرقام إلى أن أنواع السرطانات في عز تتعدد إذ تبلغ سرطانات الجهاز البولي 79 حالة، وسرطانات الدماغ والجهاز العصبي 78 حالة، وسرطانات العظام والغضاريف 48 حالة، وسرطانات الجلد 35 حالة، إلى جانب سرطانات غير معروفة المنشأ 27 حالة، وسرطانات الغدد الصماء 22 حالة، وسرطانات النسيج الرخو 22 حالة.