المصفاة وإذا إفترضنا هذا صحيحاً !
علي ثابت القضيبي
* بعد أن ذاع خبر إلتقاء قائدنا عيدروس الزبيدي بمدير مصفاة عدن ، وبحثهم لموضوع إعادة تشغيل المصفاة ، وهذا يؤكّد إهتمام قيادتنا بتشغيل هذا الصّرح الإقتصادي المحوري للبلاد عموماً ، خصوصاً بتدميره المخطط وإخراجه عن الجاهزية ، فقد تفاقمت الأزمات المركبّة ، وفاقمت معها في إنهاك شعبنا وتجويعه ، وذلك بسبب ماترتب على خلفية تدميرها من إرتفاع خرافي للدولار ، والأخير قد أُستنزف من السوق بسبب توجيهه لشراء كل محروقات البلاد بكلفتها الكبيرة من الخارج كما نعرف جميعاً .
* بعد ذيوع خبر ذلك اللقاء ، فقد تطاير في وسائط التواصل خبر فيتو سعودي وتحذيرات لقيادتنا من الحديث بشأن هذه المصفاة أو إعادة تشغيلها ، ولانعرف مدى صدقية ذلك من عدمها ، خصوصا وأنه لم يصدر أي بيان رسمي بذلك من هنا أو هناك .
* وللعلم ، بعد التدمير الممنهج للمصفاة ، فقد ترتّب عليه إنهيار كبير لعملتنا الوطنية ، وتفاقم الغلاء بشكل كارثي ، وإنحدرت شرائح كبيرة منّا الى خانة الفقراء والمعدمين ، هنا كان من الحري بإخوتنا في التّحالف إذا كانوا أشقاء فعلاً ، أو إذا كانوا حريصون حقاً على شعبنا وبلادنا ، كان من الحري بهم أن يوجّهوا جُلّ دعوماتهم لنا بإعادة تشغيل هذه المصفاة ، لا أن يبعثوا لنا سلال الغذاء الموسمية والتمور والمولدات الكهربائية للمساعدة في الإنارة ، ولكن ..............
* فعلاً هنا كانت ستظهر واقعية الإخاء والحرص الحقيقي على شعبنا وبلادنا ، ولأنّ إنتشال شعب شقيق من غائلة الجوع التي تطحنه أمام عيونهم هو عمل سامي وأخوي حقاً ، ولكن تُركنا نواجه الجوع والسّحق البشع لشريحة كبيرو منّا ، وطفق إعلامهم يتغنّى بدعمهم الكبير لنا بالسلال الغذائية الموسمية ، وكذلك بحجم الإنفاق غير المجدي الذي أهدروه في سبيل مساعدتنا كما روّجوا !
* لقد سُحقت جغرافيتنا المحرّرة في الجنوب بشكلٍ قاسي منذو تحريرنا لجنوبنا مع بدايات هذه الحرب ، وهذا كان من المفترض أن لايحدث لنا مطلقاً ، وهو يوميئُ صراحة الى أنّ ثمّة مخطط ما يستهدف جغرافيتنا المحرّرة ، كما إنعدمت المرتبات وتدهورت الخدمات بشكل مروع وممنهج ، وحدث هذا أمام عيون حلفائنا وبنظرهم بكل أسف ، وإذا إفترضنا جدلاً بأن ثمّة فيتو سعودي فعلاً على عدم إعادة تشغيل مصفاتنا كما نحتاج نحن وكما تريد قيادتنا في الإنتقالي ، فلهذا الأمر قراءات مغايرة بل وخطيرة ولاشك ، وهذا نقوله بكل صدق وصراحة .
* إذ ماذا يعني أن لاتشتغل مصفاتنا ؟ أو أن نظلّ معتمدين على صدقات محروقات الٱخرين التي سيتصدّقون بها علينا كما يقال ! وهذا لايعني شيئاً البتة ، بل هو إستهداف ممنهج ، أو أن لانتجه الى إستخدام خام نفطنا المحلي الذي ستكرره مصفاتنا ، وبالتالي إيقاف صنبور الإستنزاف الشّره للدولار من سوقنا لشراء النفط من الخارج ، وبذلك ستنحسر جائحة الغلاء التي تطحننا طحناً .
* إذاً هل ثمّة من يخطط لنا بأن نظل جياعاً ومسحوقين بالغلاء ؟ فمن يريد لنا ذلك ؟ كما من لايريد لنا أن لانشغّل مصفاتنا وأيّاً كان ؟ وهنا على كل شعب جنوبنا بكل أطيافه وشرائحه أن يلتفّ بتعاضد قوي حول قيادتنا في الإنتقالي التي تصبو الى إعادة تشغيل المصفاة وبالتالي إصلاح كل الإختلالات الإقتصادية في جنوبنا ، والمسألة هي مصيرية بالنسبة لنا ، لا أن نظل جياعا منهكين ، أو أن تظل ايدينا ممدودة تتسوّل من الٱخرين ، وكما يبدو أن وراء الأكمّة ما وراءها ، أليس كذلك ؟!