الإمارات تشحذ همم العالم لتحصين الأمن الغذائي.. وتحذير جديد من خطر الحوثيين
عكست تصريحات السفيرة لانا نسيبة المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، مواقف أبو ظبي التي تتعامل مع الأزمة اليمنية من محورين رئيسيين، وهما تعزيز أطر الوضع الإنساني وكذا الدفع نحو تحقيق الاستقرار السياسي والمجتمعي.
المندوبة الإماراتية أكدت ضرورة وقف الحوثيين لكافة انتهاكاتهم للهدنة الإنسانية الحالية، وتطبيقها بشكل كامل، وذلك في معرض تسليط الضوء على نماذج لتعاظم انعدام الأمن الغذائي.
وقالت في بيان أمام مجلس الأمن بشأن حماية المدنيين في النزاع المسلح: "في سياق مناقشتنا بشأن تأثير انعدام الأمن الغذائي على بعض حالات الصراع التي نتناولها، نؤكد مجدداً على ضرورة وقف الحوثيين لكافة انتهاكاتهم للهدنة الإنسانية الحالية وتطبيقها بشكل كامل، لكي نرى طريقنا من خلال ذلك".
وأضافت أن مذكرة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أكّدت أن إغلاق الحوثيين للطرق يتسبب في إطالة أمد المعاناة الشديدة التي يتعرض لها السكان المدنيون.
وتؤثر هذه المسألة الإنسانية البحتة في حياة الملايين من اليمنيين، وتحتاج إلى إيجاد حل لها من دون تأخير.
كما أوضحت المذكرة، وفق المندوبة الإماراتية، كيف أن الدعم الاقتصادي العاجل يسهم في تحسين الظروف المعيشية للسكان.
وتحدثت عن تداعيات انعدام الأمن الغذائي على مستوى العالم، قائلة: "نعلم أن اتباع نهج فردي قصير المدى لا يكفي لمعالجة آثار النزاع المسلح، وارتفاع أسعار المواد الغذائية، وتوقف النمو الاقتصادي، واضطراب سلاسل الإمداد العالمية".
وأكدت أنه ينبغي على جميع أطراف النزاع المشاركة بشكل بناء في صياغة إطار للتعاون المستمر بشأن المسائل المتعلقة بوصول المساعدات الإنسانية، والتحديات الأمنية، وتوزيع الغذاء.
وأشارت إلى أن انعدام الأمن الغذائي في جانب منه يعتبر انعكاساً لانقسامات عميقة، مؤكدة أن الميزة الإضافية لهذا النهج هي أن التعاون بين الأطراف لمعالجة الأمن الغذائي على المستوى التقني، يمكن أن يساعد حقاً في بناء الثقة اللازمة لتحقيق تقدم سياسي أوسع نطاقاً بشأن القضايا الكامنة وراء الصراع.
وأكدت أن هناك حاجة حاليًّا لبذل مزيد من الجهد للتخفيف من آثار أزمة الغذاء العالمية، التي تراكمت نتيجة الصراع الأخير (بين روسيا وأوكرانيا).
دولة الإمارات تدق ناقوس الخطر حول المخاطر التي يتعرض لها الأمن الغذائي في الفترة المقبلة، من جراء التأثيرات المحدقة للأزمات العالمية الراهنة.
الإمارات لها دور مشهود ومُقدَّر في سبيل دعم الأوضاع الإنسانية، نظرا لتأثيرات هذا القطاع على الاستقرار المجتمعي الشامل.
وترجمة لهذا الدور، فقد قدمت دولة الإمارات حجما ضخما من المساعدات الإنسانية بما مكّن ملايين السكان من الصمود أمام صعوبات معيشية مرعبة ولدتها الحرب القائمة منذ أكثر من ثماني سنوات.