احتشاد كبير عشية ذكرى النصر المبين

الخميس 13 أكتوبر 2022 18:00:58
testus -US

رأي المشهد العربي

مثَّل احتشاد الجنوبيين اليوم الخميس، عشية الذكرى الـ59 لثورة 14 أكتوبر المجيدة، حدثا ملهما في الجنوب العربي، كونه يجدد التأكيد على أن الحالة الثورية لا تزال ملتهبة في أرجاء الوطن.

الجنوب الذي ثار قبل 59 عاما على الاحتلال البريطاني حتى أزاحه عن بكرة أبيه، يثور الآن على احتلال آخر، سرق الوطن وصادر قراره والتهم مقدراته، وكما كان النضال هو العنوان الأبزر في ثورة 14 أكتوبر، فإن ما يميز النضال الجنوبي الحالي هو استمراره.

فمنذ 2017، متى تم تأسيس المجلس الانتقالي، يخوض الجنوب نضالا ثوريا للعمل على تحرير الوطن، واستعادته من قبضة الاحتلال، وإلى الآن يواصل الجنوب العربي تلك الحالة النضالية متحديا الكثير من مراحل استهدافه.

ثورة 14 أكتوبر التي انطلقت في 1963، قادت إلى استقلال الجنوب العربي في 30 نوفمبر 1967، وهي النموذج الملهم للجنوب في الوقت الراهن لطرد الاحتلال، واستعادة السيادة والتحرر من قوى الشر الجاثمة على أنفاس الجنوب وشعبه.

سيناريو نجاح ثورة أكتوبر يتحقق بحذافيره الآن، لا سيما حالة التلاحم بين مختلف أطياف الشعب الجنوبي سعيا لتحقيق الحلم الذي يجتمع عليه الجنوبيون وهو استعادة الدولة.

نجاح ثورة أكتوبر دعا الجنوبيين لتلقف الدرس الكبير، وهو الإصرار على مقاومة الاحتلال، فقبل 59 عاما نجح الجنوبيون في سحق احتلال كان يُصوِّر نفسه بأنه إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس، لكن إرادة الجنوبيين كانت أقوى من تلك الإمبراطورية.

هذا الواقع المشهود الذي سيظل محفورا في عقول الجنوبيين هو الملهم للوضع الراهن، فالجنوب الآن يتعرض لأبشع صنوف الاحتلال الجاثم، ومن ثم فإن النضال الذي يعبر عنه الجنوبيون سيكون خير رد على إرهاب الاحتلال الحالي أيضا.