بعد 59 عاما.. روح أكتوبر العسكرية لا تزال حاضرة في ميادين الجنوب

الجمعة 14 أكتوبر 2022 14:00:06
testus -US

تحل على الجنوب العربي اليوم الذكرى الـ59 لثورة 14 أكتوبر، التي تخلص فيها من الاستعمار، في ملحمة وطنية تحل ذكراها بينما يخوض الجنوب حاليا ملحمة عسكرية لا تقل في صخبها ولا أهميته.

في ثورة 14 أكتوبر 1963، خاض الجنوبيون مواجهات عسكرية محتدمة مع الاستعمار البريطاني، وهي مواجهات استمرت أكثر من أربع سنوات، تُوجِّت بالتحرر الكامل في 30 نوفمبر 1967.

اتبع الجنوب نموذج النضال المسلح، وهو نضال في حرب لم تكن متكافئة أبدا بسبب تباين معايير وموازين القوى، إلا أن الإرادة الجنوبية كانت أقوى من الآلة العسكرية التي كان يحوزها الاحتلال.

الآن، وبعد 59 عاما على ذكرى الثورة، يخوض أبناء وأحفاد 14 أكتوبر حربا لا تقل أهمية، فهي تستهدف تحرير أراضيها من الاحتلال الجاثم عليها، وهو النظام اليمني الذي حوّل ما تعرف بالوحدة المشؤومة إلى سبيل للعدوان على الجنوب.

وإذا كان أبطال أكتوبر يجابهون مستعمرا واحدا وهو الاستعمار البريطاني، فإن القوات المسلحة الجنوبية تخوض الآن حربًا، صحيحٌ أنها في المجمل ضد النظام اليمني، لكنها تجابه أكثر من ذراع لهذا النظام، سواء المليشيات الحوثية أو الإخوانية أو تنظيمي داعش والقاعدة.

هذه التنظيمات والفصائل الإرهابية جميعها تتقاطع في أجندة واحدة، تُشهر خلالها الحرب على الجنوب، بغية السطو على أراضيه وثرواته ومقدراته، وهي حرب تحمل طابعا وجوديا على نحو خطير.

الإرهاب الذي يتعرض له الجنوب تتصدى له القوات المسلحة وبدعم غير محدود من قبل التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات.

ويقول الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، إن القوات المسلحة تخوض حاليا حربًا مفتوحة مع قوى وتنظيمات إرهابية ذات مطامع متطرفة في أرض الجنوب.

وأضاف في كلمته بمناسبة ذكرى الثورة، أن هذه القوى الإرهابية تستهدف مصالح الشعب الجنوبي.

فمن جانب، تواصل المليشيات الحوثية اعتداءاتها على كافة المحاور وفي مختلف الجبهات.

وعلى الجانب الآخر تصعد التنظيمات الإرهابية من عملياتها الغادرة في مناطق عدة، ما استوجب على أبطال الجنوب من القوات المسلحة، من الرد بقوة وحزم في مختلف الجبهات ضد المليشيات الحوثية المدعومة من إيران، وكذا ضد العناصر الإرهابية المُتطرفة من تنظيمات القاعدة وداعش وأنصار الشريعة.

الحرب التي تخوضها القوات المسلحة الجنوبية في هذا الصدد، لن تتوقف إلا باستئصال آفة هذه التنظيمات، ووقف اعتداءاتها على أرض الجنوب العربي واستهداف مصالح شعبه وحقه في الحياة الكريمة والعيش الآمن على أرضه بسلام.