الرئيس هادي .. هل يطوي صفحة الماضي
أحمد سعيد كرامة
نعم هذا ما أتمناه من كل قلبي , أن أصحوا قريبآ لأجد قرارات رئاسية تطيح برؤوس كبار مسؤولي الفساد والفشل بالحكومة الشرعية اليمنية وأدواتها بالسلطة المحلية في عدن وباقي المحافظات المحررة على حد سواء .
الدولار لا يسحق الريال , بل يسحق الشعب بجميع فئاته المختلفة , والان الان وليس غدآ يا فخامة الرئيس الهادي يجب الإعلان عن إقالة حكومة بن دغر وتشكيل حكومة طوارئ مصغرة ومؤهلة , لديها رؤية علمية وعملية طارئة لانتشالنا من هذا الوضع المزري المظلم .
بمجهود ذاتي كان محركه الضمير والانتماء لهذا الوطن وشعبه , عملت أكثر من تقرير ميداني إستقصائي عن أكبر معضلة مفتعلة مست أهم قطاع من قطاعات الخدمات وهو قطاع الكهرباء , ولأكثر من ثلاثة أعوام تقريبا وأنا أخوض بهذا الملف الشائك وغيرها من ملفات الخدمات , وكنت أحذر قبل قدوم فصل الصيف بستة أشهر تقريبا بأنه سيكون كارثي كسابقيه , ولكن لا حياة لمن تنادي .
كتبت عن سرقة وقود محطات توليد الكهرباء وفساد صفقات الوقود بشكل عام , وعن الديزل الردئ الذي سيدمر المحطة القطرية وغيرها من التحقيقات والتقارير الميدانية بالأدلة والوثائق والصور , وكتبت عن فساد الطاقة المشتراة وإنحصارها بشركات معينة مع عدم وضع شرط أن يكون التوليد بالمازوت أو الغاز أو الفحم وليس بالديزل فقط .
ورغم شرائنا المستمر للطاقة من الشركات الخاصة إلا أننا لم نلمس أي تحسن بالتيار الكهربائي , بل العكس شراء طاقة وإنفاق حكومي بمئات الملايين من الدولارات سنويا بحسب تصريح الرئيس شخصيا قبل عدة أيام على شركات الطاقة ووقود الديزل والزيوت وقطع الغيار وغيرها ومع هذا إنهيار كبير لمنظومة كهرباء عدن وباقي المحافظات المحررة , حتى حضرموت والمهرة وسقطرى لم تنجو من تسونامي الفساد والتخريب والإهمال .
شركات تصنيع التوربينات والمولدات تطورت بهذا المجال , حتى أصبحنا نرى تلك التوربينات أو المولدات الهجينة ( ديزل / غاز ) , ومع هذا نصر على وقود الديزل المكلف ولم نبحث عن بديل كالتوليد بواسطة الطاقة الشمسية الرخيصة والمتجددة أو بواسطة الغاز وغيره من الوقود الرخيص ( وقود الديزل باب مفتوح للسرقة بسبب إستخداماته المتعددة في المصانع والسيارات ومختلف المعدات والآليات ) .
قبل عدة أيام وصلتني رسالة شفهية من قبل مسؤول كبير بالسلطة الشرعية عبر صديق يقول فيها لو كان بن كرامة يبحث عن الحقيقة ومحاربة الفساد فمكاتبنا مفتوحة له ووثائقنا تحت تصرفه ولغيره من الشرفاء , أنا لست قاضي ولا جلاد ولكني نذرت نفسي للبحث عن الحقيقة ومحاربة الفساد بالأدلة والوثائق .
هزتني كلمات ذلك المسؤول كثيرآ , الحق وإظهار الحقيقة هي من أهدافي الكبرى , وذهبت للقاء ذلك المسؤول ووجدت منه كل ود وترحاب , وقال أننا نعلم بصدقك ووطنيتك وبنظافتك , ولهذا طلبنا لقائك وسنطلعك وبكل شفافية عن فساد قطاع الكهرباء ومن المتسبب الرئيس بتعذيب الناس , وخصوصا بأن عدن وباقي المحافظات المحررة يغلب عليها طابع المناخ الحار جدآ ولقد دفع المواطن اليمني ثمن باهظ من جراء ذلك الفساد والفشل .
أجبته بغض النظر عمن تقع عليه مسؤولية فساد وفشل قطاع الكهرباء فهم يعتبرون جزء لا يتجزأ من الحكومة الشرعية وأحد أدواتها , ويجب على الحكومة الشرعية أن لا تكتفي بتشكيل لجان وبعدها عفى الله عما سلف , ويبقى الحال كما هو عليه والمواطن من يدفع الفاتورة الباهظة دائمآ.
أجابني بأننا عازمون وبتوجيهات مباشرة وواضحة من فخامة الرئيس هادي على تحويل ملفات الفاسدون والفاشلون بقطاع الكهرباء وغيرها من قطاعات الخدمات المتعثرة بسبب الفساد وسوء الإدارة للنيابة العامة والقضاء , ووعدني ذلك المسؤول بتزويدي بجميع الوثائق والأدلة والشيكات التي دفعت لتلك المرافق من المال العام التي ستوصلنا لمعرفة من المتسبب الرئيس بالعبث بقطاع الكهرباء , وأضاف بأن هناك لجان رئاسية تقوم بالنزول الميداني والتحقيق في تلك الخروقات والتجاوزات , وبعد إنتهاء تلك اللجان سيحال كل مذنب للقضاء .
وأتمنى أن نطوي صفحة الماضي بكل مآسيها وأحزانها ونحافظ على ما تبقى من أجل هذا الوطن وشعبه الفقير الكادح والخروج من هذا النفق المظلم , وأتمنى أن تصدر وبسرعة قرارات رئاسية بإقالة كثير من كبار فاسدي وفاشلي الحكومة الشرعية , وأن يعاد هيكلة جميع المرافق الخدمية للنهوض بهذا الوطن وشعبه .
* كاتب ومحلل سياسي